للغات العالم، يريد أن يوجد نحواً تاريخياً للقرآن؟ إنه إذن لا يفهم ما النحو التاريخي ولا لماذا وجد في لغات العالم الحاضرة تغيرت بالتدريج عما كانت عليه ولو من قرون قليلة، فلغة شاكسبير مثلاً غير لغة ماكولي وولز، ولا أحسب لغة بوالو وراسين عين لغة هوجو وأناتول فرانس. والنحو التاريخي للإنجليزية أو الفرنسية يبين الاختلاف الذي طرأ فيما بين ذلك على الإنجليزية أو الفرنسية، فأي شبه بين عربية القرآن والأدب الجاهلي والأموي وبين الإنجليزية أو الفرنسية من هذه الناحية؟ لو كان هذا الرجل يكتب عن فهم لا عن تقليد ببغائي، لأدرك أن النحو التاريخي للغة القرآن هو نحو نشأة العدنانية عن أصلها في ماضي العربية السحيق، وهذا لو أمكن الوصول إليه لا يفسر ما يبدو لهذا الرجل شذوذاً في القرآن، لأنه لا شذوذ هناك إلا إذا كان نحو الجاهلي الأولى هو الأصل وإذن يكون أكثر نحو العربية المعروف شذوذاً، كما إن أكثر نحو الإنجليزية أو الفرنسية الحاضرة شذوذ بالإضافة إلى نحوهما في الماضي السحيق. فصاحب النثر الفني يكتب من غير علم ولا ترو ولا تفكير سديد، أو هو رجل راكب في البحث هواه (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى الله)