لقد سمحت مجلة الرسالة لفلان الفلاني أن يشطح وينطح في نقد كتاب النثر الفني، فماذا صنع؟
انبهرت أنفاسه وانقطعت بعد خمس مقالات هي من الهزال بمكان!
هل كان الأستاذ الزيات ينتظر هذه العاقبة لذلك الفلان؟ اسمع كلامي يا صديقي الزيات، اسمع كلامي ثم اسمع، فما كنت نبياً حتى تزعم القدرة على بعث الأموات، ولا كنت سينمائياً ينطق الصور الهوامد من وراء حجاب
قد أثق بقدرتك على المستحيل يا صديقي الزيات، ولكني أستبعد كل الاستبعاد أن تقدر على خلق ذلك الفلان
ولك أن تجرب حظك إن أردت، لك أن تحاول مغاضبة الله فتحي من أراد الله أن يموتوا، لأنهم جاهلون، وإن زعموا أنهم علماء وأحياء
جرب حظك يا صديقي، فنحن في أزمان التجاريب، وقد تصل إلى أشياء لا تخطر في البال
وأسارع فأقرر أن نجاحك في تجاريبك لن يصل إلى الزعم بأن إيمان الضفادع أشرف من إلحاد الرجال
لقد فرح فلان الفلاني حين رآني أعترف بصحة ما رواه من كتاب النثر الفني، وأنا أرجو الأستاذ الزيات أن يخبرني أنه رأى كتاباً في الأدب العربي أعظم وأعمق من كتاب النثر الفني
أن الأستاذ الزيات يؤرخ الأدب، فليحدثني عن كتاب هو أعظم من كتابي، أن كان يستطيع، ولن يستطيع
أن ذلك الناقد الحاقد لكتاب النثر الفني وقف عند مسألة شائكة، وهي المسألة الخاصة بآرائي في إعجاز القرآن، ولم يقف عند هذه المسألة إلا لأنه يعرف أن الظروف لا تسمح بأن أجازيه عدواناً بعدوان، ولو أني وثقت بأن كلامي ينشر في الرد عليه لوضعت وجهه في الحضيض، لأني في نظره ملحد، ولأنه في نظري جهول، وقد عشنا حتى نرى التهمة بالإلحاد أخف من التهمة بالجهل!
ثم ماذا؟ ثم يبقى ما حدثنا به الأستاذ دريني خشبة عن الكتاب الذي أصدره الأستاذ معروف