وبلغ عدد الذين ينتمون إلى الرسم بحكم المهنة - من مدرسين وطلبة بمعاهد الفنون - ٣٧ رساماً ومثالا، عرضوا ١١٨ صورة وتمثالاً
ونحن لا ننكر على بعض هؤلاء الموهبة الفنية، ولكن امتلاكهم ناصية الأداء بحكم المهنة يغري البعض الأخر باقتحام قدس الفني وليس في مكنتهم إلا الإساءة إليه وانتهاك حرمته، كما يفعل كثير من طلبة الأزهر ودار العلوم حين يتوهمون أنهم شعراء لأنهم درسوا اللغة العربية والعروض!
أبرز صور هذا المعرض من صنع الأساتذة لبيب تادرس وحسن محمد البناني وحسين بيكار ونظير خليل، والآنسات مرجريت يزبك وإحسان خليل وج. كوهين
والذي يتأمل صور المرحوم لبيب تادرس يحس أن الفن قد خسر خسارة كبيرة بوفاة هذا الفنان الناضج الذي كان بينه وبين الطبيعة صلة روحية عميقة تنعكس على صوره في جلاه ووضوح وتضفي عليها سر الفن، ذلك السر الذي يحاول الرائي استكناهه فيفشل
أما حسني محمد البناني فهو فنان لا شك في مقدرته، خصوصاً في (ظل التكعيبة) و (منظر ريفي) و (مراكب) تلك الصور الرائعة التي تحاول سبر غورها فلا تستطيع، لأن فيها قلب فنان، وقلب الفنان أعمق من أن يسبر غوره.
وللأستاذ حسين بيكار ثلاث لوحات تنبض حياة وقوة: منها (حديقة الحب بتطوان) التي تتمثل فيها فرحة الألوان، وتحس إذ تنظر إليها فرحة الفنان نفسه والفرشاة في يده يودع لوحته ما أودعته الطبيعة قلبه. ومنها (حرم الدكتور أبو ذكرى) تلك الآية الرائعة التي تتمثل في تقاطيعها الأنوثة الشرقية المحضة والجمال المصري الصميم، تطل من ورائه روح عذبة وادعة تمكن من إبرازها فنان متوفر الشعور والإحساس
أما (زوريان أشود)، فقد وفق تماماً في قطعته الحية (زنجية)، وهي تمثل امرأة عارية، وهي ليست امرأة عارية حقاً بل (شكل) مجرد شكل اتخذه الفنان رمزاً لعاطفة، وأداة لإبراز نبضات قلب. وهي نبضات غامضة مستسرة توحيها الحياة الداخلية الغامضة المستسرة، فتبرز العاطفة من وراء الشكل، وتنسى المرأة وتذكر القلب الحي المودع في التقاسيم والأوضاع
كما أن (السيدة ا. ب) وهي من رسمه أيضاً صورة ناضجة حية، ونحن إذ نطلق كلمة