(حية) على صورة شخصية نعني أن الصورة لا تمثل وجهاً من الوجوه، إنما تمثل روحاً كما تتمثل في مرآة روح أخرى هي روح الفنان
واسترعتني صور (نظير خليل وهبه) لم فيها من عمق الإحساس وقوة الأداء والفهم التام لمعنى الفن، فلا إسفاف هناك أو اضطراب أو خلل في كل ما رسم
أما صور (تيتا) - الآنسة مرجريت يزبك - فيتمثل فيها الجلال الفني الذي ينبع من تقديس وإكبار الفنانة لفنها، ومن هنا تبدو صورها كصلوات في محراب الفن، صلوات للجمال الأبدي والحقائق الخالدة التي تكمن وراء الأشكال والتقاسيم والأوضاع، وصورها الثلاث تدل على دراية ونضوج وعاطفة قوية، ولكنها مستقرة لا تعرف الطفرات أو سورات الإلهام، ومن هنا ألوانها الهادئة الرزينة
وقد وقفت وقفة طويلة أمام صور الآنسة إحسان خليل: إن هذه الفتاة فنانة حتى أطراف أناملها، والذي يتأمل المناظر الطبيعية التي رسمتها يحس أنها تتناول الفرشاة بقلبها الرقيق لا بأصابع يديها، ومن حسن حظ (إحسان) أن صور الآنسة عايشة عبد العال قد وضعت إلى جانب صورها، فأظهرت تماماً مميزات (إحسان) وتفوقها!
والآنسة ج. كوهين متأثرة بالفنان (رودان) بعض الشئ، ولكنها فنانة مجيدة ناضجة تمام النضج، وقد عرضت الآنسة ا. شمليان لوحتين تعتبر إحداهما من خير ما في المعرض من صور الطبيعة الصامتة، والثانية لا بأس بها
وأحب أن أقول كلمة عن محمود سعيد بك فقد عرض ثلاث لوحات، وكلنا يعرف مكانة هذا الفنان الكبير الذي سبق أن أيدينا إعجابنا به. ولكن إذا كانت هذه اللوحات تعبر عن الفنان محمود سعيد في طوره الحالي، فلا شك أن فنه قد أصيب بالخرس. وقد خلا فن محمود سعيد في السنوات الأخيرة من التنويع والتجديد، وليس في صوره التي رأيناها في هذا المعرض تلك العذوبة أو القوة التي كانت تطالعنا بها صوره السابقة
كما أن الآنسة مرجريت نخلة قد ظلمت نفسها بعرضها ثلاث لوحات لا تمثل فنها كل التمثيل، وقد رأينا لها مجموعة قوية من الصور في معرض الفن النسائي الذي أقيم في نادي سيدات القاهرة منذ شهرين أو ثلاثة، ولذا أوثر عدم الحديث عنها
وقد عرض الأستاذ الحسين فوزي ١٤ لوحة، وإذا كان قد نجح في واحدة أو اثنتين على