الأكثر، فلا شك أنه نجاح الصدفة لا نجاح القدرة. ومن الغريب حقاً أن تعثر على صورة للأستاذ الشيتي عنوانها (الأمومة)، ويبدو على وجه الأم وله العاشقة الحيرى، وعلى وجه الطفل الرضيع مشاغل وأعباء ونستون تشرشل، ونحن نعترف للأستاذ الشيتي بالقدرة في الرسم والتلوين فقط. . . أما الروح الفنية فلا
وقد اختارت الآنسة (أندريه ساسون) موضوعات يسهل ظهور الفشل فيها، فظهر واضحاً جلياً إلا في صورة واحدة وهي (فاطمة)، ففيها شئ من البراعة. وإذا لم يكن في صور الأستاذ يوسف كامل ما يصدم العين أو الإحساس فليس فيها ما يثير الانتباه أو يحرك النشوة الفنية
أما صور الأستاذ سند بسطا فالفن منها براء، فهي لا تدل إلا على عاطفة قلقة باهتة شاحبة، ولا تنبئ إلا عن الاجتهاد الذي يصطدم بحدود الموهبة وحدود القدرة على الأداء فيفشل!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فيجب أن نذكر أن الإمعان في الصقل يذهب برواء الفن ويطمس معالم العاطفة فيه كما حدث في صور محمود سعيد والسيدة فتحية ذهني
ومن بين الذين نجحوا في الصور الشخصية الأستاذ محمد حسن، فليس هناك من ينكر مقدرته، والسيدة اعتماد الطرابلسي في (رأس الأميرة فريال) والأستاذ بدوي اسكندر في (ابتسامة) التي تفيض شباباً وبشراً وحياة، والأستاذ حسين محمد بدوي في (الجدة) وصلاح الدين طاهر في (توفيق الحكيم) والسيدة رايس مولى في (صورة لمارتن) والأستاذ أحمد صبري في قطعتين من ثلاث، وسمسونيان سيمون في (رأس طفل)، وإجادة الأخير لصور الطبيعة الصامتة خير بكثير من إجادته للمناظر الطبيعية أو الصور الشخصية؛ وقد عرض جورج ميخائيل لوحتين إحداهما لفتاة والأخرى لفلاح، وكلاهما فياض بالمعاني
وخير من رسموا مناظر الطبيعة هم: الآنسة إحسان خليل في لوحاتها الثلاث، والأستاذ نجيب أسعد، وله قطعة واحدة جيدة، هي (في الحديقة)، أما بقية مجموعته فهي دون المتوسط بكثير. وسعيد حامد الصدر في (شجر) و (في الحديقة)، والأستاذ نعيم جاب الله في (منظر ريفي). كما يجب ذكر زهور الأستاذ شفيق رزق فهي خير ما عرض من نوعه في المعرض
وهناك مجموعة أخرى من الرسامين نلمح فيهم الروح الفنية، ولكنهم لم يصلوا بعد إلى