للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجامع ابن طولون وهو أكبر جوامع القاهرة وأقدمها كانت تدرس به العلوم الدينية كما يدرس الطب والميقات، وكذلك كان الجامع الأموي. قال ابن جبير: (وقد أجري فيه كل يوم لأكثر من خمسمائة إنسان). وكذلك كان جامع قرطبة في الأندلس وجامع الزهراء، وفيه أملي القالي كتاب الأمالي. ولا تزال المساجد حتى اليوم موضع درس

وأعظم المدارس صيتا في التعليم في عصرنا الجامع الأزهر بمصر، وجامع الزيتونة في تونس، وجامع القرويين بفاس

ثم أنشئت دور للتعليم خاصة، من أقدمها بيت الحكمة الذي بناه الرشيد فيما يظهر، وكان للترجمة والتعليم. روى القفطي في أخبار بني موسى بن شاكر أن المأمون أوصى بهم أسحق ابن إبراهيم المصيصي وأثبتهم مع يحيى بن أبي منصور في بيت الحكمة. . . إلى أن قال: فخرج بني موسى بن شاكر نهاية في علومهم، وكان أكبرهم وأجلهم أبو جعفر محمد، وكان وافر الحظ من الهندسة والنجوم عالما بأقليدس والمجسطي وجميع كتب النجوم والهندسة والعدد والمنطق

وفي القرن الثالث الهجري أراد المعتضد بالله العباسي أن يبني ببغداد جامعة. روى المقريزي أن الخليفة المعتضد لما أراد بناء قصره في الشماسية ببغداد استزاد في الذرع بعد أن فرغ من تقدير ما أراد، فسئل عن ذلك فذكر أنه يريد ليبني فيه دوراً ومساكن ومقاصير يرتب في كل موضع رؤساء كل صناعة ومذهب من مذاهب العلوم النظرية والعملية، ويجري عليهم الأرزاق السنية ليقصد كل من اختار علماً أو صناعة رئيس ما يختاره فيأخذ عنه، ولم يكن رأي المعتضد عجبا في ذلك العصر الذي أولع فيه الناس بالعلم ومهدت وسائله، ولم يكن جديداً فيه إلا جمع الناس في مكان واحد

ثم أنشئت جامعة القاهرة التي سميت دار العلم في القرن الرابع. أنشأها الحاكم بأمر الله، وفتحت للناس يوم السبت عاشر جمادي الآخر سنة ٣٩٥، وحملت الكتب إليها للنسخ والقراءة، ودرس بها القراء والنحويون والأطباء والمنجمون ودرس الحساب والمنطق

قال المقريزي: وأباح ذلك كله للناس على اختلاف طبقاتهم ممن يؤثر قراءة الكتب والنظر فيها. . . وحضرها الناس على طبقاتهم، فمنهم من يحضر لقراءة الكتب، ومنهم من يحضر للنسخ، ومنهم يحضر للتعلم، وجعل فيها ما يحتاج إليه الناس من الحبر والأقلام والورق

<<  <  ج:
ص:  >  >>