للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا يزال ولن يزال حياً أبد السنين كالجنين إلى الديار، وذلك لضربه في الشعور الإنساني بأعراق عميقة، ولكننا مع ذلك نلاحظ أنه ما دامت حياتنا قد تغيرت، وما دام الأوربيون قد استحدثوا من الأدب أنواعا لم يعهدها أدبنا العربي، فإنه من الحمق أن نزج بالاعتبارات القومية في هذا المجال ونحرم أنفسنا من أنواع الثقافة والغذاء الروحي. لو أن الأوربيين كانوا مكاننا لما أحجموا عن الإفادة منها، ولقد سبق لهم أن نهبوا تراث الشرق قبل أن يغزوه بأسلحتهم. فما بالنا نتقاعد الكسالى الذين يحتجبون خلف نمرة باطلة ليخفوا ما هم فيه من عجز عن اللحاق بقافلة العالم التي تسير حثيثة الخطى.

محمد مندور

<<  <  ج:
ص:  >  >>