في موطن العجمة منْ حية ... صادَفتِ (الضادُ) لها موطنا
أيامَ ما انحلَّ لكم مجلسٌ ... صبحاً ولا انفض لكم موهنا
تُديرُ فيه القولَ مستوعباً ... وتنشُدُ الأشعار مستحسنا
تلك الليالي البيضُ يا سيدي ... لم يبق منها غير حُلو المنى
تكرار (بين) بين الاسمين الظاهرين
تفضل الأستاذ دريني خشبة فأصدر مقاله القيم في الرسالة عدد ٥٦٩ معنوناً على هذا الوجه: بين (إناث حائرة) وبين (قيس ولبنى)، فجاءت (بين) مكررة بين الاسمين الظاهرين، كما جاء في الرسالة العدد ٢٧٣ ص ١٥٧٤ في البريد الأدبي بعنوان:(وزير المعارف يحكم بيننا وبين لجنة إنهاض اللغة العربية)، جاء تحت نفس العنوان ما يأتي:
(وصنيع الأستاذ هيكل باشا هو الفرق بين وزير يقرأ ويقضي وبين وزير آخر يسمع ويمضي)، ونعتقد أن الصواب هو عدم جواز تكرار (بين) بين الاسمين الظاهرين
وكنت قد قرأت للمؤرخ واللغوي العراقي المنسي المرحوم (رزوق عيسى) صاحب مجلة (المؤرخ) البغدادية رأيا في هذه القضية وجدته في بعض المسودات من تراثه الأدبي القيم أرغب في عرضه على أنظار حضرات أساتيذ اللغة ليبدوا رأيهم في ذلك وإليكم النص عنه:
(من أوهام فريق كبير من كتاب العربية أنهم يوسطون (بين) بين الاسمين الظاهرين المتعاطفين فيقولون مثلا: (الحرب قائمة على ساق وقدم بين اليابان وبين الصين)، والصواب: بين اليابان والصين، لأن (بين) تقتضي الاشتراك فلا تدخل إلا على مثنى أو مجموع، ولإثبات صحة ما نحن بصدده ننقل بعض ما جاء في كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص) للحريري: (ويقولون المال بين زيد وبين عمرو) بتكرير لفظة (بين) فيوهمون فيه. والصواب أن يقال:(بين زيد وعمرو)، كما قال سبحانه وتعالى:(من بين فرث ودم)، والعلة فيه أن لفظة (بين) تقتضي الاشتراك فلا تدخل إلا على مثنى أو مجموع، كقولك:(المال بينهما والدار بين الأخوة). . . قال الشيخ الرئيس أبو محمد - رضى الله عنه -: وأظن الذي وهمهم لزوم تكرير لفظة (بين) مع الظاهر ما رأوه من تكريرها مع المضمر في مثل قوله عز وجل: (هذا فراق بيني وبينك)، وقد وهموا في