ذكوراً، والكروموزومات التي وجدت على القطب السلبي أي المكهربة إيجابياً لعشر أخريات أعطت ثمانية منها إناثاً واثنان ذكوراً. والكروموزومات التي وجدت بين السلبي والإيجابي أعطت ذكرين وأنثيين:
وقد ذكر (جان روستان) الأبحاث الأخيرة التي قام بها طبيب ألماني يدعى في هذا المعنى. ونتيجة هذه الأبحاث هو أن الوسط القلوي يناسب النوع من الكروموزوم الذي يسبب ذكوراً، والوسط القليل الحمض يناسب مسببي الإناث. وهكذا يكفي لكي تحمل الأم ذكراً أن تحقن موضعياً بكربونات الصودا مثلا قبل الجماع. ويؤكد (انتار بارجار) نجاح هذه الطريقة عند الست والأربعين من النساء اللاتي تقدمن إليه خلال سنة ١٩٣٢.
ولكن العلم لا يستطيع الجزم بعد في هذا الموضوع. ولا يمكننا أن نقبل نظرية لها من الأهمية ما لهذه معتمدين على بضع نتائج لم يقم بها إلا فئة قليلة من علماء البيولوجيا. غير أنه لا يبعد أن يصل العلم بعد قليل إلى حقيقة نهائية في هذا الموضوع.
ولنفرض أن العلم وصل إلى هذه الحقيقة فهل ينتج عن إمكان إعطاء ذكر لأي كان؟ لا. فنحن لا نستطيع أن نعطي ذكوراً أو إناثاً إلا لمن نقصتهم الذكور أو الإناث لتصرف الصدفة الوحيد ولكن هناك خلايا منوية، من منتجات الذكور مثلا، تكون ضعيفة التركيب ينقصها شيء أساسي كامن فلا يمكنها الوصول إلى البويضة أو إذا أمكنها ذلك والتحمت معها يقف عند حد ما نحو الجنين، أو يتم ولكنه يولد ذا علة جسمية أو عقلية. والدليل على هذا ما نراه عند المرأة المئناث. فالمرأة التي عادتها ولادة الإناث نراها (في كثير من الأحيان) بغتة، بعد أن تكون وضعت أربع بنات أو خمسا تلد ذكراً ميتاً أو يعيش قليلا ثم لا يلبث أن يموت دون أن تظهر علة ما خارجية. ثم تسقط ذكراً لم يتم نموه ثم ذكراً ميتاً أو ابله.
وهنا أستطيع أن أقول، دون أن أبحث المسألة من وجهتها الفلسفية إن قانون المصادفات الذي تكلمت عنه في البدء والذي يجري على حسبه تلقيح البويضة إما بخلية منوية + ٢٣ أو بخلية منوية + ٢٣ يكون فوقه في تأثيرات وصفات بيولوجية عميقة لا يحيط بها بعد علمنا.
وعلى كل حال فأنتم ترون ما قد يثيره تحقيق هذه الفكرة من مشاكل فلسفية واجتماعية.