أيها السادة: هذه ناحية من نواحي عظمة الشيخ عبده وأحب ألا أغادر موقفي هذا حتى أسجل أن عظمة الشيخ عبده لم تكن ترجع فقط إلى علمه الواسع وإحاطته بأساليب الحياة الصحيحة، ولكنها في الواقع ترجع إلى صفات صيغ بها وطبع عليها؛ فقد كان مؤمناً قوي الإيمان، كان مخلصاً لفكرته، كان شجاعاً في الحق لا يعرف التردد ولا المجاملة، كان متجرداً عن الأهواء والمطامع، ليس مشغولاً إلا بفكرته ولا معنياً إلا بنجاح دعوته، كان معتمداً على الله وعلى قوة الحق وعلى الصراحة والوضوح، وما كان يعرف ركناً يأوي إليه سوى هذه الصفات
وكان بكل هذا شخصية مهيبة يحيط بها الوقار ويحفها الجلال، ويشع منها نور الحق وروعة الصدق فتجذب إليه الناس فيملك عليهم السمع والبصر والفؤاد
ذلكم هو المصلح وذلكم هو الإمام رحم الله الإمام وأسبغ عليه رضوانه: