للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ينبغي مكافحتها، لاعترفوا بتعقد هذه المشكلة وتشعبها. وقد أشرنا إلى ألوان من الأميات الزراعية والصناعية والصحية في كلمتنا السابقة، والذي نريد أن نخصه بالذكر هنا، هو المدة التي تكفي لمحو عار الأمية عن الرجل العادي أو المرأة العادية، ثم القدر اللائق من التعليم والثقافة الذي يكفل محو هذا العار، ثم الوسيلة التي نتقي بها انصراف من علمناهم من الأميين عن القراءة والكتابة والإطلاع حتى لا يعودوا أميين كما بدأوا. . . ونكون قد انتهينا إلى ما انتهى إليه أمر التعليم الإلزامي من فشل ذريع، ساحق ماحق، لسوء الوسائل التي اتخذناها، وللأرض البور التي بعثرنا فيها بذورنا، ولقصر نظرنا الذي حصرناه في ذاك النطاق الضيق المحدود. . . نطاق القراءة والكتابة والحسابة، الذي ربما ظننا أننا نفرغ منه في أشهر أو في عام أو عامين

ماذا نُدرس إذن لهؤلاء الأميين؟ ماذا نعلمهم حتى يصبحوا مواطنين صالحين ذوي كرامة، صحاح الأجسام لا تخترمهم العلل، صحاح الإفهام لا تجوز عليهم الترهات، صحاح الأيدي لا يقترفون سوءاً، صحاح النظر يستحقون أن ينعموا بنعمة الديمقراطية؟!

وكم من الزمن يكفي يا ترى لضمان بلوغ الأمي الواحد هذه المرتبة؟ وكم من السنين تكفي لمحو الأمية من مصر؟

وهل يكون البرنامج واحداً في فترة المكافحة كلها؟ أم عساه يختلف في السنة الثانية عن السنة الأولى، وفي السنة الثالثة عن الثانية. . . وهكذا!. . . وماذا أعددنا من الكتب والأدوات لهذه الحرب الطاحنة؟! وماذا أعددنا من المكتبات المتنقلة وأشرطة السينما التهذيبية والثقافية، والمصابيح السحرية، والفرق التمثيلية وغير ذلك من المشوقات التي لا غناء عنها؟!

كل هذه مشكلات يجب أن ينعقد مؤتمر أو مجلس أعلى يضم النخبة المختارة من كبار رجال التربية في مصر لدراستها ووضع خطة السير لكل منها

يجب أن نسير على هدى أخطائنا الماضية، والله ندعو أن يوفق خطانا

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>