للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن الحياة تتبدل، وإنك مع الأيام تتبدلين

فيأيتها الطبيعة التي لا تتبدل. ليتك تردين إليها فؤادي الضلَّيل

ستعود إلينا نسماتها بقبلاتها

وستسري إلينا في المساء كأنها قبلة قي الصباح

وسينفث الصيف نعمته التي لا يغيرها الزمان

ونحن وقد تبدلت لنا لمحة بعد لمحة، ونسمات بعد نسمات

تتعقب إحدانا الأخرى في شتى المسارب والدروب

علىِ نفحات الطفولة الخالدة التي تتأرج بها الرياحين أطفال الخلود

وما أكتب إليك هذا الخطاب المستطلع الناظر إلى الغيوب

لأموهّ لك الذيول بإكليل من المجد والفخار

وأحف هذا الذّواء بشارات النصر والنجاح

كلا! إنما هو شباب واحد وينطوي من الحياة الضياء

إنما هو صباح واحد ويُغشى النهارَ السحابُ

إنما هي شيخوخة واحدة تتلاقى فيها الأشجان والهموم، جموعاً وراء جموع

صه يا لساني، إن كلماتي أسالت عبرات عينيك

صه صه. فما أغزر ينبوع الدموع

يا للجفون البائسات. ما أسرع ما تبكي وهي قريبة إلى الرقاد!

عذراً للفتاة! لقد وسوست لها نزوة من غرائب نزوات الشباب

أيتها المرأة البائسة! ألق من يدك هذا الخطاب

إنه حطم قلبك فانسي أنني كتبته إليك

إن التي كانت تنظر منك إلى ذلك المحيّا

هي الآن تلمس براحة البنوة شعرك المشتعل

وتبارك هذا الشفق الحزين بدموع الصباح

هذه هي المسارب النفسية التي سارت فيها خطرات تلك الفتاة، وتلك هي المسالك والدروب المتعرجة الطويلة. وهي (إنسانة وامرأة) حين تحس بخطوات الزمن هذا الإحساس، وحين

<<  <  ج:
ص:  >  >>