تمهلي هنيئة في ختام مطافك الطويل
فإن في هذه الساعة الموحشة
لألفة لساعة التدبر والتذكار
يؤلمك أيتها الصامتة الخافقة تذكيري وإياك
بتلك الهضاب - هضاب الشباب - التي عصفت عليها السماء
وتلك الأعاصير الأوابد من القوة والعافية، التي خلفتها وراءك
اعلمي أن البطحاء الموحشة التي تدرجين فيها الآن
إنما هي دنيا مساء صموت
وتأملي في تلك القمم المغشاة. إنها تسفر عن صباح
اسمعي. . . هاتيك رياح الجبل تهب بالغيوث
وهاتيك القمم على حين غرة تتألق بالشعاع
حاشاى أن أدعك تذهبين - ناسية - إلى الموت
ليتني أعلم أي جانب من قلبي هذا المضطرم سيتبعك
إلى حيث الرياح لا تعصف ولا تتهزْم
وحيث أزهار الجبال الصبية لا تعيش ولا تجود
ولكن دعي خطابي وفيه ما فيه من خواطرك المفقودة
ينبئك كيف كانت الطريق في بداية الطريق
ويصحبك إلى الغاية، حين إلى الغاية تنتهين
آه. رب ساعة من ساعاتك تقودك فيها خواطري
فما تشعرين إلا والرياح من وطنك القديم تحوم حواليك
وإن أخفاك عنها الزمن والظلام والسكوت
تقول لك: كم جاشت بالفتاة هذه الذكريات
وكم رانت على الصباح ظلمات هذه الظلال
وكم خّيم عليها هذا الحزن الذي تفارقينه بقلب حزين
وبعد. فمالي أقفوك بخواطري هذه ليت شعري؟