للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما شابه الصناعة والزراعة من مصادر الأرزاق

ومع هذا لم ينقض (عصر حاضر) قط حرمت فيه الكتابة عن الماضي البعيد أو الماضي القريب

ولم ينقض عصر حاضر قط شغل فيه الأدباء بواجب الخبراء الاقتصاديين والماليين والزراعيين، مع أنهم لم يبلغوا من قبل ما بلغوه الآن من الكثرة والافتنان والتوسع في الاختصاص. . . فلماذا يمتنع على الأدباء في سنة ١٩٤٤ وحدها أن يكتبوا في الأدب والتاريخ، ويجب عليهم أن ينازعوا المختصين في الشؤون الاقتصادية وهم كثيرون أكفاء ميسر لهم سبيل البحث في هذه الشؤون؟

إن المعرفة الإنسانية يا أخانا ليس لها زمان

وإن النفس الإنسانية يا أخانا ليس لها زمان، وليست هي من (مودل) سنة ١٩٤٤ دون ما تقدمها من السنين

فإذا كشف الكاتب حقائق المعرفة الإنسانية أو حقائق النفس الإنسانية في سيرة خالد بن الوليد؛ فهو قد كشف الحقيقة التي تبقى ألف سنة وألفي سنة بعد اليوم، بل تبقى ما بقي الإنسان ونفس الإنسان، يوم تكون مساحة الأرض الزراعية وعدد الآلات الصناعية في سنة ١٩٤٤ عدماً فانياً، كأنه لم يخلقها الله قط في عالم الوجود

يصح أن يذكر الكاتب الظريف هذا كله، ويصح أن يذكر معه أن إحياء الروح العربي والقومية العربية في عصرنا هذا موضوع لا يجئ اليوم في غير موعد ولا على غير أوان

إنجلترا والولايات المتحدة تتحدث بالجامعة السكسونية، وهي القوية الغنية عن الجامعات

والروح العربي لازم جداً في هذا العصر، لأن المذاهب الهدامة التي تهدد مستقبل الآدمية كلها تأبى أن تكون للأمم نخوة قومية، أو نخوة لغوية، أو نخوة دينية، ولا تريد من الناس إلا أن يكونوا نقابة أجراء تشتغل بأسعار السوق وأحاديث الخضر واللحوم

ولهذا نحن نكتب عن خالد بن الوليد وعلي بن أبو طالب وعمرو بن العاص، وكل بطل من أبطال التاريخ

وإذا فرغنا من كتبنا التي ندرسها الآن فأحب شئ إلينا أن نبحث عن بطل مضت عليه خمسة آلاف سنة لنخصه بالتقديم والتفضيل، ونعتقد أن تقديمه وتفضيله أعون على

<<  <  ج:
ص:  >  >>