فليس مذهب وحدة الوجود إذن وقفاً على الفلاسفة والمفكرين، بل إن هذا المذهب شائع في كثير من الديانات كما يظهر بالنسبة إلى المسيحية التي تقول إن الله حي في كل شيء، وكل شيء في الله
بقي لنا بعد هذا أن نتعقب الاعتراضات التي وجهت إلى هذا المذهب، فنرد على كل اعتراض منها على حدة. وقد سبق لي أن كتبت بحثاً عن (الاتحاد والحلول ووحدة الوجود) عرضت فيه لنقد ابن تيمية الذي هاجم فيه هذا المذهب، فلعلي أستطيع أن ألخص طرفاً منه في كلمة أخرى إن شاء الله.
زكريا إبراهيم
الفهم والشعر والمال
قرأت (إلى زائرة) وليست (إلى زائرة) من أجود قصائد بشر فارس ولكنها على كل حال ترمز إلى ترجرج العاطفة عند الشاعر وقد تولته نوازع الغريزة فكتب بها فكانت قصيدته تلك ظلاًّ لحالته النفسية
وبعد ليس الشعر ألهية عارضة يقرأ كما يقرأ الخبر المحلي في الصحيفة
فليعد الأستاذ الزحلاوي إلى إعادة قراءة زائرة فلعله يكون أول الفائزين. ولي رجاء أن لا يتبرع الزحلاوي بعد اليوم بالمال من أجل الفهم
بهذه الفقرات ختم (صلاح الأسير) كلمته التي نشرها في مجلة الأدب البيروتية عن (الجائزة الأدبية) واعتقد أنه لم ينل ناقد من أديب بمثل ما نال (صلاح الأسير) من صديقه بشر فارس في تصديه للدفاع عن شعره واجتهاده في تفسير حالته النفسية عندما نظم قصيدته إلى زائرة، وهل من سلاح أقتل من سهم مسموم يريشه عدو إلى صدر شاعر يدافع عنه فيقول فيه: إنه (مترجرج العاطفة تتولاه نوازع الغريزة) فكانت قصيدته المشؤومة تلك ظلاًّ لحالته النفسية؟
كنت ولا شك، رءوفاً بالشاعر بشر فارس عندما تظاهرت بالتواضع فنسبت لأداة فهمي الركود والعي، فاستنجت بأرباب الفهم، في مصر والبلاد العربية، حتى لا أنسب إليه عيوب ترجرج العاطفة، والتواء الذهن، والحمي الحيوانية التي تنتاب من تتولاهم نوازع