ثم أضحت (ريري) تنادي أبي أيْ ... ن ولا من يرد رجع الخطاب
طرت من عشها وكنت لها عط ... فا وزقا تحت الظلال الرطاب
ثم طال انتظارها لك حتى ... يئست بعد صبرها من إياب
فاطمأنت على مصارحة الده ... ر وقرت على أليم المصاب
وقد لزمت رامي هذه الروح الرثائية في معظم شعره، وفي معظم نظراته التي كان ينظم فيها الشعر لنفسه خاصة، ونقول لنفسه خاصة، لأن لرامي منظومات كان (يصنعها تحت الطلب)، وهي منظومات - أو أغان - لنا فيها رأي ربما أعلناه فيما بعد. وتتجلي هذه الروح الرثائية في قصيدته (إلى أخي البعيد ج ٢)، التي يتمنى فيها أوبة هذا الأخ المسافر. فيحسب الإنسان أنه يرثيه بشعر من أجود أشعار الرثاء. . . وتتجلى أيضاً في قصيدتيه الفريدتين (الجمال العاطل - والجمال الراحل ج ٢). ثم قصيدته (اللقيط)، وفي (غريب يغني)، و (مستقبل الحب)، و (إلى البدر)، و (شكوى عليل)، و (طيور الأماني)، و (شعر الدموع)، و (الشيب الباكر). إلى آخر هذه المجموعة المؤثرة من أشعار رامي الإنسانية الباكية التي جمعها الجزء الثاني من ديوانه، والتي ترن أصداؤها في جميع أغانيه