(لأن أوان ذلك لم يؤن بعد) كما قال لنا مرة ونحن نحاوره في ذلك:
لماذا نجهل حديث حب ناجي، ونحن نعلم حديث حب شلي؟
ولماذا نجهل حديث حب رامي، ونحن نعلم حديث حب قيس؟
ولماذا نجهل حديث حب علي محمود طه، ونحن نعلم حديث حب بودلير؟
ولماذا نجهل حديث حب العقاد ونحن نلم بأحاديث حب بيرون؟
وهذا الغزل الرقيق الذي يطرفنا به الجارم، ولا يزال يطرفنا به، حتى في المؤتمرات الطبية، ما خطبه؟ حب من هذه التي لا تزال توحي إلى أستاذنا الجارم هذا الغزل الراقص الرقيق يا ترى؟!
لماذا تعدون الكلام في أحاديث القلوب عيباً لا ينبغي، وأنتم تطرفوننا بكل هذا الغزل الجميل العلوي الخالد؟
لقد حدثنا العقاد في ساره أحاديث ملفوفة عن وقائع قد تكون فصولاً من كتاب حبه
ولقد حدثنا الحكيم في عودة الروح أحاديث مبرقشة عن وقائع قد تكون فصولاً في كتاب حبه، الذي ربما كان عصفور من الشرق وراقصة المعبد وبعض قصصه الأخرى فصولاً منه كذلك
ولقد حدثنا المازني أحاديثه عن مغامراته بمثل ذلك الأسلوب غير الصريح
أما الأستاذ عزيز أباظة فقد كان أصرح أدباء مصر الحديثة وشعرائها جميعاً، حينما صارحنا بقصة قلبه في ديوانه الباكي (أنات حائرة)
هذا سؤال ألقيه في جو مصر الأبي، وأرجو ألا يثير زوبعة!
وهذا سؤال ألقيه وقد أحسست بالشوك يدمي قدمي وأنا أسير في جنة حب رامي. . . هذا الحب الذي خاض الناس فيه كثيراً، ولم يعرفوا حقيقته إلى الآن.