فالخوارزمي لم يهزم في هذه المناظرة من ضعف أو تقصير، ولكننا نجمل أشياء لعلها ترفع عنه هذا الحيف:
(١) انفراد البديع برواية هذه المناظرة، وهو شاب حدث يطلب الشهرة؛ فمن شأنه التزيد والادعاء
(٢) استغل البديع قبل المناظرة سيداً شيعياً من المحكمين مدحه بقصيدة. ثم ادعى على الخوارزمي كرهه للشيعة الخوارزمي مبغوضاً من وجوه القوم في نيسابور البلد الذي جرت فيه المناظرة.
(٤) استعان البديع بفتائه وحداثة سنه وميل الحاضرين إليه فهوش وشوش، ولعل الخوارزمي استصغر هذه الأمور فكف وعف
(٥) وعلى فرض أن الخوارزمي هزم حقيقة في هذا الصراع. فالمعروف أن المناظرة لم تكن في أمور أدبية ذات بال، حتى يستدل بذلك الأستاذ على ما دعاه
هذا مجمل موجز لهذا الموضوع أحببت به أن أنبه الأذهان إلى الحق في هذه المناظرة التاريخية المشهورة
على محمد حسن
مدرس بالأزهر
(وجيدة) للأستاذ شعبان فهمي
تفضل الأستاذ شعبان فهمي المحامي فأهداني قصة (وجيدة) التي قامت بنشرها جماعة نشر الثقافة بالثغر الحبيب؛ فأخذت أنقل البصر بين صفحاتها، وأرسل الفكر وراء لفتاتها؛ فما وجدت فيها غير حيوية تفرض عليك شخصية المؤلف الفاضل في رفق وأناة في غير ما مبالغة في التصوير ولا اضطراب في الوحدة القصصية
القصة صورة واضحة التقاسيم، باسمة الألوان التي تصور البيئة التي أنبتت بطلها ووجد فيها منازع تصوره ومطارح هواه ومهابط إلهامه، وهي فوق ذلك توشك أن تكون طبيعة صادقة تزخر بالآمال والأحلام وتموج بالأشجان والآلام، وقد نلمس آثارها في كل صفحة بل في كل كلمة من كلماتها. ولقد صدق الدكتور (المرحوم) إسماعيل أدهم حين قال إنها قد