٢ - (الصدفة) كلمة لغوية بالرغم مما شاع من عدم لغويتها، فكثير من المعاجم وكتب اللغة كاللسان أوردها. وفي حديث أبي ذر (والبر ما حاك في النفس ولم تلده صدفة) وقال أبو دهبل الجحمي:
فطوراً أمني النفس لقياك صدفة ... وطوراً إذ ما لج بي الحزن أنشج
أما (الهناء) فلم أعثر عليها إلا في قول الشاعر:
هناء محا ذاك العزاء المقدما ... فما لبث المحزون حتى تبسما
٣ - يوصف الجمع أحياناً بوصف المفرد، وخاصة فيما كان مفرده على أفعل مذكر فعلاء (المغني والأشموني) كأهوج وهوجاء وأسود وسوداء
قال جرير:
وجوههم السوداء جهم كأنها ... ظرابي غربان بمجرودة محل
٤ - أما الأبد عند الدكتور ناجي، فلم يخرج عن الزمن عند اللغويين، ولكنه زمن الشاعر الذي يتجسم في خياله المعنى والزمن كأنه محدود.
عبد الحميد ناص
مدرس بكلية اللغة العربية
الخوارزمي
جاء في مقال الأستاذ منصور جاب الله المنشور في العدد ٥٧٥ من الرسالة ما يأتي:
(كان القدامى يعدون الأديب أديباً بكثرة حفظه، على حين أن كثرة الحفظ لا تجعل من الإنسان أديباً، وإنما تخلق منه (راوية). وليس أدل على ذلك من أن الخوارزمي الذي صدرنا بحكايته هذا الفصل قد هزم هزيمة نكراء حيال بديع الزمان الهمذاني، وهو الشاب الحدث هزيمة اختصرت حياته)
ولا أريد أن أستعرض مع الأستاذ ما كان يراد بكلمة (أديب) في العصور المختلفة، ولا أن أناقشه في أن القدامى لم يطلقوا هذا اللفظ على الخوارزمي لكثرة حفظه فحسب، وإنما رأوا مع ذلك فيه الشاعر الناثر، لست أريد شيئاً من هذا، وإنما أريد أن أرفع عن أبي بكر هذا الظلم الذي لحقه طوال هذه القرون