ازدراه نيكوديموس وهو أن ندخل مرة أخرى في بطون أمهاتنا ونولد ثانية لنؤرخ الميلاد من وقت وصول خلايا النطفة
إن مدة الحمل في الذكر تقل يومين عن الحمل في الأنثى، وذلك لأن الذكورة أشد تحولاً من الأنوثة. واشتغال نمو الجنين يسير بسرعة ونشاط أكثر. والطفل الذكر أثقل في الوزن من الطفل الأنثى، كما شوهد من بحوث بوديش وهايبرج وآخرين، كما أن أعضاءه وعظامه أثقل
والأطفال من كلا الجنسين يختلفون في حجم أعضائهم الجسمانية وفي وزن عظامهم. ولكن يمكننا أن نعزو أي اختلاف بينهم إلى الحقيقة بأن مبيض الأنثى ينتج بويضات على حين أن الذكر ينتج الحييونات المنوية وغدد كلا الجنسين تقتسمها خلية ذات فتحة مشتركة
وفي خلال الفترة التي تسبق المراهقة ينمو البنون والبنات نمواً يكاد يكون متشابها بالرغم من القصور الذاتي الأنثى. وليس يبدو على المرأة حتى انقطاع الحيض أنها في حلٍ من موانع سيكولوجيتها الأنثوية. إنها سن الفتح، وهي السن التي يتسنى فيها لنساء أن يصبحن ذوات شخصيات متسلطة قوية. وحينما نجردها من ملابسها يمكننا أن نلاحظ أن تشريحها ينتج لنا اختلافات كَميَّة فقط، من الاستجابة للبيئة. والمرأة يُقويها التشريح السهل، وإذا كانت نموذجاً حسناً قلنا إنها جميلة، بمعنى أنها أكثر طفولة وأكثر وداعة. فهي إذن أكثر ميلاً إلى جنسها، ولذا تُححَب ويُرغب فيها. . . ولو أن الذكر الحالي يعجب بنوع من الجمال الأنثوي الذي كان يعتبر فيما مضى (أداة) للتناسل
وهناك نقطتان ضيقتان في تشريح الأنثى بجانب مقدار صغير من أنسجتها العضلية، وأعضائها القليلة الفعالية والكفاية، الأولى: ميلها إلى البدانة بسهولة. وهذا الميل إلى البدانة عرض من أعراض التحول فبدلاً من أن يحرق الجسم الغذاء إلى نقطة النشاط يقف في منتصف الطريق عند نقطة البداية. وهذا يوضح السبب بنوع ما في اتساع صدور نساء كثيرات. والبدانة مصدر حيرة شديدة للمرأة الحديثة أياً كان عملها. وهذا الميل إلى البدانة إنما هو نتيجة ضعف أنسجتها العضلية، لأن حاجزها البطني الضعيف لم يبين إلا موضعاً عضلياً واحداً. ولكن هذا المشدّ الحقيقي في غاية الأهمية، لا لأنه يمسك الأحشاء في مكانها فحسب، ولكن لأنه يحافظ على ضغط الدم المناسب، ويقف خفقان القلب عند حده.