وخلاصة الزيتون هي الزيت المأخوذ عنه كأنه الغرض من الزيتون وكمثل ذلك. فخلاصة نوح إبراهيم المستخلص من ذريته حتى كأن الغرض من نوح إبراهيم فهو مضمر في نفس القسم من الله سبحانه. أما معنى (طور سينين) فالرمز لموسى عليه السلام، وطور سينين هو موضوع مناجاته ومكان فضيلته، وفيه إضمار وهو المسيح (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت الدهن وصبغ للآكلين) فالمسيح هو الشجرة الخارجة من طور سيناء النابت من منبعة ملة موسى فشرفه الله ورفعه. وهذا البلد الأمين كناية عن محمد صلى الله عليه وسلم، هناك قبلة الله الناسخة للقبل، بيتها أو بنيان بني على وجه الأرض، كما قال الله تعالى:(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين) لآخر ساكن من أولي العزم من الرسل قال الله سبحانه وتعالى: (لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد)
فتوارد الخواطر بين المؤيد والإمام الشيخ محمد عبده في تفسير هذه السورة أوضح من أن يحتاج إلى شرح فإني أشك في أن الإمام الشيخ محمد عبده قد اطلع على تفسير المؤيد، فسايره في تفسيره الذي ورد في المجالس المؤيدية التي اعتبرها من الكنوز التي تركها علماء المذهب الفاطمي، والتي لا غنى عنها لمن يدرس تاريخ وعقائد الدولة الفاطمية.