للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعرف المستحيل ولا يقر بوجوده في قاموس الأعمال!!

وبعد. ما دواء التردد؟ وكيف السبيل إلى الشفاء من هذا الداء؟ ذكر أطباء النفس طائفة من العلاجات الناجعة، منها ما هو لمداواة الجسم ومنها ما هو لمداواة الروح: ينبغي قبل كل شيء ترويض الأعضاء وتقوية الحواس وامتلاك الصحة لأن للإرادة أساساً عضوياً، ولسنا نبالغ إذا قلنا إن قوة العضلات هي الصورة الأولية الابتدائية لقوة الإرادة. فالمريض لا يستطيع تحقيق أمانيه لأن جسده فاتر العزم خائر القوى، وينبغي الطاعة وحب النظام، فالطفل إذا أطاع غيره فإنما يتعلم كيف تكون السيادة على الذات وقهر النفس، وهنا قد يكون للأسرة والمدرسة الأثر البليغ في ذلك

كذلك ينبغي تثقيف العقل وتهذيب الشعور. أما تثقيف العقل فيكون بالتفكير الصحيح، والانتباه الثابت، وتصور غاية الفعل بصورة محسوسة مسهبة، وإدراك مختلف المذاهب والنحل. وقد قال ديكارت (إن الإرادة القوية في العمل تقتضي وضوحاً شديدا في العقل). وأما تهذيب الشعور فيكون بالميل إلى المثل العليا الإنسانية، والاعتدال في الحب والهوى بحيث لا تطغى البواعث القلبية على العوامل العقلية فتجري الموازنة في جو هادئ ثم تسفر عن التقرير والتنفيذ ويسلم المرء مما وقع فيه حمار بوريدان.!

حمص

محمد روحي فيصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>