وقال: وإن كتاباته لتنم على أنه أخذ بحظ عظيم في العلوم الإسلامية المعروفة ونجد في نشره لمصنفات أستاذه، وفيما كتبه عليها من الحواشي والتعليقات ما يدل على تمكنه من المواضيع التي يتناولها، وأعظم ما تبدو كفايته في علوم الحديث، وكان لا بد من أن يبرز رشيد في هذا الميدان، وذلك لأن الحركة التي أنشأها الشيخ محمد عبده علقت أهمية كبرى على السنة الصحيحة وحدها لتكون مصدراً أساسياً من مصادر الإسلام في صورته الجديدة)
ثم تحدث عن إنشاء مجلة المنار فقال:(وكانت غاية رشيد من إنشاء المنار مواصلة السير على نهج العروة الوثقى. وكان الغرض الذي رمى إليه المنار هو في الجملة عين ما عملت له صحيفة العروة الوثقى، فقد كان من الأغراض التي تضمنتها غايتهما الكبرى نشر الإصلاحات الاجتماعية والدينية والاقتصادية، وإقامة الحجة على أن الإسلام باعتباره نظاماً دينياً لا يتنافر مع الظروف الحاضرة، وأن الشريعة أداة عملية صالحة للحكم، وكان من أغراضهما أيضاً السعي في القضاء على الخرافات والاعتقادات الدخيلة في الإسلام، ومحاربة التعاليم الضالة والتفاسير الباطلة لعقائده. . . وما دخل على العقائد من بدع الاعتقاد في الأولياء، وما تأتيه طرق الصوفية من بدع وضلالات الخ.
وقال الأستاذ جب وهو يتحدث عن دعوة الأستاذ الإمام في كتاب وجهة الإسلام: (. . . ثم واصل تلاميذه ما بدأ من عمل، وهم وإن لم يبلغوا مبلغ شخصيته الباسلة، فقد حملوا مبادئه بكتاباتهم وجهودهم الشخصية إلى جميع أجزاء العالم وأثروا تأثيراً كبيراً، ولا سيما عن طريق مجلتهم المنار)
وقال برج الأستاذ بجامعة ليدن في كتاب وجهة الإسلام:(وكانت مجلة (المنار) في مصر أول مصباح أرسل شعاعاً من هذا التفكير الجديد على جمهور عظيم من المسلمين، ولم يشرق (منار) القاهرة على المصريين وحدهم، ولكنه أشرق على العرب في بلادهم وفي خارجها، وعلى مسلمي أرخبيل الملايو الذين درسوا في الجامعة الأزهرية أو في مكة وعلى الأندنوسي المنعزل. وقال (وحركة التجديد هذه التي انبعثت من (المنار) وذاعت في مجلات الملايو أثناء العشرين سنة الأخيرة أحدثت حركة عظيمة في أراضي - بادنج الواطئة - وحركة أقل منها في الأراضي المرتفعة الخ)