احتفوا بذكرى الأستاذ الإمام أهملوا ذكر العلامة المحقق السيد رشيد رضا رحمه الله، أكبر تلاميذ الإمام في حياته، وحامل رسالته وناشر علمه بعد وفاته، وما كان يصح لهم، وقد دفعهم الحق والوفاء إلى الاحتفاء بذكرى الأستاذ الإمام أن يدعوا إلى العناية بذكرى العلامة الجليل ولا أن ينكروا فضله
وإنا أداء لحق هذا الرجل العظيم الذي لقي من عدم وفاء المسلمين له ما لقي، والذي لم يجد أحداً يعنى بتراثه أو يحمل رسالته بعد مماته، ننتهز فرصة انقضاء العام التاسع على وفاته لننشر عنه هذه الكلمة القصيرة، ولعلنا نكون قد أدينا بها هذا الفرض الكفائي الذي يلزم المسلمين جميعاً
على أننا لا نحاول اليوم أن نتحدث عن علمه الواسع وفضله الشامل، ولا نفيض في بيان جهاده حوالي أربعين سنة في سبيل دينه، قائماً وحده بهذا الجهاد لا يفتر ولا بغى، لا تؤيده حكومة ولا يسنده منصب، لأن ذلك يحتاج إلى كتاب برأسه.
وإنا نجتزئ بلمحات تدل على صلته بالأستاذ الإمام ومكانه منه، ونشير إلى بعض ما عمل لتأييد دعوة الحكيمين جمال الدين ومحمد عبده، ونشرها بين أرجاء الأرض. ولكي لا يرمينا أحد بالغلو في القول أو الإسراف في الحديث؛ فقد آثرنا أن نرجع في ذلك إلى قول الأستاذ الإمام نفسه في تلميذه، فنتناول منه قبساً ونروح إلى ما كتب بعض المستشرقين عن دعوة الإمام فننقل عنه ذرواً
فمن قول الأستاذ الإمام لبعض أصحابه، وكانوا يريدون منه أن يُقصي عنه السيد رشيد:(إن الله بعث لي بهذا الشاب ليكون مدداً لحياتي ومزيداً في عمري، إن في نفسي أموراً كثيرة أريد أن أقولها أو أكتبها للأمة، وقد ابتليت بما شغلني عنها، وهو يقوم ببيانها كما أعتقد وأريد. . . وقد رأيت في سفري من آثار عمله وتأثير مناره ما لم أكن أظن ولا أحسب، فهو قد أنشأ لي أحزاباً وأوجد لي تلاميذ وأصحاباً. . . الخ.)، وقال للمغفور له الشيخ محمد شاكر عندما أبلغه إرادة الخديو عباس في أن يبعده عنه:(كيف أرضى بإبعاد صاحب المنار عني وهو ترجمان أفكاري)، وكذلك قال لبطرس غالي باشا
وقال الدكتور تشارلز آدمس في كتابه الإسلام والتجديد: (كان السيد رشيد أكبر تلاميذ الإمام في حياته، ومؤرخ سيرته بعد وفاته، وهو الذي نشر كتبه وفسر تعاليمه، وكان من أشد