ليهنك شمس الدين فرعك مشبه ... سجاياك والقطر الشهي من الطخا
وذلك من وجود الإله وفضله ... ففرعك من وجود وأصلك من سخا
ويتفق صاحب شذرات الذهب مع السخاوي في أنه توفي يوم الاثنين سادس جمادى الثانية سنة ٨٨٧هـ
أخلاقه
يقول السخاوي إنه كان ظريفاً كيسا متواضعاً متقللا قانعاً، ويبدو فيما رأيناه من شعر الشهاب أنه كان ظريف اللسان خفيف الروح يتمثل فيه الخلق المصري الهادئ الوديع مع اليقظة التامة لما يجري حوله من أحداث لا بد أن يشارك فيها جاداً أو مازحاً
شعره
فأما شعره فيصفه صاحب شذرات الذهب بأنه جميعه في غاية الحسن وينقل من ديوان له تلك الأبيات:
شجاك بربع العامرية معهد ... به أنكرت عيناك ما كنت تعهد
ترحل عنه أهله بأهِلة ... بأحداجها غيد من العين خرد
كما يقول السخاوي إنه أضحى مشاراً إليه بالشعر في الآفاق، ويحدثنا عن ديوانه أيضاً ويصفه بالكبر، وأنه انتخبه في مجلد وسط قبل أن يموت. والمتتبع لحياة هذا الشاعر يرى أنه قد شارك في جميع ألوان الحياة المصرية في عصره، وأن أداته في ذلك كله كانت الشعر، فهو يهنئ السلاطين بالملك بالشعر ويمدح ويذم ويداعب ويتحسر بالشعر أيضاً، وسننقل في ذلك بعض الحوادث مقرونة بشعره
لما عين مثقال الحبشي الساقي في مشيخة الحرم الشريف، وكان مثقال هذا عشير الناس كثير الانهماك على شرب الراح، فمقته السلطان قايتباي وألبسه مشيخة الحرم الشريف لعله يتوب قال فيه الشهاب المنصوري:
يمم ندا كف مثقال فراحته ... فيها لمن أمه جود وإفضال
واعجب له فرعاه الله من رجل ... فيه قناطير خير وهو مثقال