وقال في شاهين غزالي الظاهري الرومي، وكان بارع الجمال افتتن به كثير من النساء والرجال، وافر العقل غزير الأدب منهمكا في ملاذ نفسه وشهواتها
قد صاغك الله من لطف ومن كرم ... وزاد حسنك بالإحسان تزيينا
فاخفض جناح الرضا واصطد طيور دعا ... من جو إخلاصنا إن كنت شاهينا
ويلاحظ أنه مولع بالتورية في شعره، فهو يستعمل الشاهين بمعنى الصقر، ومثقال بمعنى المقدار وهما علمان. وذلك أسلوب من أساليب الشعر في ذلك العصر
كما يصف طاعوناً تفشى خطره في الناس فيقول:
يا نعم عيشة مصر ... وبئس ما قد دهاها
لما فشا الطعن فيها ... حاكي السهام وباها
وهو يحارب الأمراء في جشعهم ليحملهم على أن يخرجوا الغلال التي احتكروها فيقول في الأمير يشبك الدوادار لما فعل ذلك:
وظالم منه أتانا الغلا ... يا ويله في الحشر من ربه
فادعوا وقولوا ربنا اطمس على ... أمواله واشدد على قلبه
وهو يتعصب للعلماء فينصر ابن الفارض على البقاعي، كما يرثي العلماء الذين عاصرهم رثاء مفجعاً يدل على ما يكنه لهم في نفسه من احترام وتقدير، فقد كان في مصر في ذلك الوقت سبعة من الشعراء العلماء يحملون اسم الشهاب فماتوا جميعاً وبقي شاعرنا فرثاهم بقصيدة طويلة ذكر طرفاً منها ابن إياس في كتابه بدائع الزهور ومنها:
خلت سماء المعاني من سنا الشهب ... فالآن أظلم أفق الشعر والأدب
تقطب العيش وجهاً بعد رحلة من ... تجاذبوا بالمعاني مركز القطب
فكاهاته
كان شاعرنا يميل إلى الفكاهة العذبة ويحتال لها في شعره بأنواع من البديع كالجناس ونحوه، ويتبين ذلك في الأبيات التالية التي داعب بها صديقه الشاعر عبد الرحمن بن حسن المعروف بكلب العجم وكان يميل إلى الغلمان:
في ملاح لك شتى ... صيف القلوب وشتا
كم ليال مع مليح ... يا محب الدين بتا