للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في أهرام ٢٠ أغسطس سنة ١٩٤٤ نبأ الجمل الذي أهرب من المجزر، ولجأ إلى قصر عابدين، فأمر جلالة الملك فاروق بشرائه وعدم ذبحه. وقد ذكرنا ذلك بما جاء في كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لنور الدين الهيثمي) إن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: كنت مع النبي عليه الصلاة والسلام جالساً ذات يوم إذ جاء جمل يخبب حتى ضرب بجرانه بين يديه، فقال ويحك: أنظر لمن هذا الجمل، إن له لشأناً. فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدته لرجل من الأنصار، فدعوته إليه فقال: ما شأن جملك هذا؟ قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال: لا تفعل، بِعْنيه، قال: بل هو لك يا رسول الله، قال: فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به.

(ابن المقفع)

داء يستعصي على العلاج

في الميدان الأدبي جريمة خبيثة تستعصي على الضبط، فهي كالداء الذي لا يعرف له دواء؛ هذه الجريمة هي أن يعمد بعض الجاهلين المجهولين إلى اختلاق كلمات أدبية أو اختلاسها، وينسبونها إلى أناس برآء لم يعلموا بها ولم يشتركوا فيها، ثم يرسلونها إلى الصحف والمجلات كي تنشر فتحدث كثيراً من المواقف الحرجة، وتترك من ورائها آثاراً سيئة حينا وتجلّ أحياناً!.

وهذه الجريمة تتكرر يوما بعد يوم؛ فمنذ عشر سنوات أرسل بعض هؤلاء الجهلاء قصيدة في ديوان للأستاذ حسن جاد حسن إلى الأهرام بعد أن وقع عليها باسم الأستاذ أحمد عبد اللطيف بدر، ومنذ سنوات طبع أحدهم قصة نسبها إلى الأستاذ توفيق الحكيم، وفي العام الماضي بعث أحدهم إلى (الثقافة) بقصيدة للمرحوم أبي القاسم الشابي بعد أن وقع عليها باسمي، ومنذ شهور اختلق أحدهم قصيدة متداعية ونسبها في بعض الصحف إلى الأستاذ عبد الجواد رمضان. . . وهاهي ذي الجريمة تتكرر اليوم فيرسل بعضهم إلى (الرسالة) كلمة مزوَّرة بعد أن ينسبها إلى الأستاذ عبد الحميد ناصف. ولا ندري ما يأتي به المستقبل!

فليت شعري! كيف يستطاع القضاء على هذه الجريمة؟ إن رئيس التحرير لا حيلة له في

<<  <  ج:
ص:  >  >>