الرجل العظيم هو الحوت الذي يسير كما يشاء، ومن سواه من الصغار هم صغار الأسماك التي تساير التيار لتقع في شباك الصيادين!
. . . والشر ينفع كل النفع، فهو الذي يحولنا من ناس إلى حكماء، وينقلنا من مراتع الحملان إلى مرابض الأسود!
وماذا غنمنا من سيادة الشرائع (!!) والقوانين؟!. . غنمنا العدل! وهو كذلك! ولكن أي عدل؟ إنه العدل الأعرج الذي سمح للضعفاء والمهازيل بأن يكونوا من قادة الشعوب!) الخ
فهل رأيت يا أخي كيف كنت أجرأ مخلوق على وجه الأرض، أوتي من حرية الفكر أن يدافع عن المعاصي والشهوات هذا الدفاع الحماسي المتأجج، دون أن يناله شر، ودون أن يفتك الناس به، ودون أن يطارده القانون!
ولكن لابد من اقتباس الفقرة التالية أو الفقرات التاليات التي تدل على أنك تبلغ أحيانا تلك المرتبة من مراتب (ما وراء الشجاعة):
(وبفضل تقدم الضعفاء، وتخلف الأقوياء، صار الشرقيون من المستعبدين! وهل كان للشرق قوة إلا يوم صح لأنبيائه وزعمائه أن يروا لأنفسهم مزايا ليست لسائر الناس؟ وهل استطاع النبي محمد أن يستبيح من الزوجات ما لا يستبيح لأفراد أمته، إلا وهو يرى إنه أقوى الرجال!)
فهل رأيت يا صديقي كيف سولت لك جراءتك أن تقول هذا الكلام العجيب عن محمد بن عبد الله الذي جعلته شهوانيا أنانيا يؤثر نفسه بما لا يسمح للمؤمنين، لأنه رجل قوي العضلات؟ وأنت تعلم إنه عاشر السيدة خديجة عليها رضوان الله منذ أن كان فتى حتى توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات، أي بعد ما نيف على الخمسين أو شارفها، لم ينظر إلى امرأة غيرها قط، ولا اشتهى أن يتزوج قط حتى توفيت. فإذا قبضها الله إليه وحدثت هذه الزيجات الكثيرة بعد ذلك. جئت أنت لتقول في جرأتك المعهودة إنها زيجات كان سببها قوة عضلات محمد التي جعلته أنانيا يؤثر نفسه بما لا يسمح به للمؤمنين!
هاأنت ذا قد قلت ذلك كله ودافعت عن الحلاج ما دافعت مع علمك بكفره لزعمه إنه الله. . . فماذا حدث لك! ماذا نالك من المطاردة والنفي والحمل على الجمال والسلخ مما نال المتصوفة في العصور الغابرة؟! ماذا تريدون أن تقولوا غير ما قلتم؟ أفتونا في حرية الرأي