أعماله وتولاه أيضاً في أوائل خططه، ولكنه قد وكل إلى نفسه في الأمور التي يعلمها الشاهد ولا يعلمها الغائب، ومنها موعد المسير وطريقة الهجوم واللقاء)
وإنما حدث هذا في بعض حروب الردة ولم يحدث في حروب خالد جميعها، لأن الخليفة لم يتجاوز النصيحة العامة في حروب العراق والشام
وقال الناقد الأديب:(ذكر الأستاذ العقاد أن تشكيلات جنود العرب للقتال إنما كانت تنظم على النحو الذي تتطلبه أسلحة الخصوم، فقال إنها كانت تحارب مرة بالصفوف ومرة بالكراديس، وهو قول حق، غير أن هناك عوامل أخرى تملي على القوات نوع التشكيل كحالة الأرض والنسبة العددية وأوضاع العدو وخططه، ولنضرب مثلا بحالة الأرض وتأثيرها في التشكيلات، فالأرض المكشوفة التي تتيح الرؤية بسهولة تحتاج إلى تشكيلات مفتوحة أي متباعدة توفيرا للخسائر. أما الأرض الجبلية وذات المسالك المحددة فتناسبها التجمعات. . .)
ونحن نقول: إن تعدد أسباب التشكيلات لا دخل له فيما نحن فيه، وإنما الذي يعنينا هو الذي حدث في الحروب التي أشرنا إليها بين العرب وخصومهم من الفرس والرومان
فالعرب لم يتخذوا نظام الكراديس لاختلاف مواقع الأرض لأنهم حاربوا بالكراديس في وقعة ذي قار وهي بطحاء، وحاربوا بالكراديس في اليمامة وهي جبلية، وحاربوا بالكراديس في اليرموك وهي بين الجبلية والبطحاء، وإنما كانت علة اختيار هذا التشكيل هي ما ذكرناه في الكتاب مستندا إلى الواقع دون سواه. . .
وقال الناقد الأديب:(ليس في الكتاب تصوير للوقائع الحربية، أعني تنقصه المعلومات الخاصة بقوات الفريقين المتحاربين في كل وقعة، وأسلحتها وأوضاعها والظروف المختلفة التي كانت تتحكم في سير القتال، حتى كانت عبقرية خالد الحربية تظهر بأسبابها وتفاصيلها، ولاشك في أن الصعوبات التي نعرفها عن مصادر البحث، وأن الكتاب لا يختص بالناحية الحربية وحدها هي التي حرمتنا تلك الدراسة النافعة)
والعجيب أن هذه الملاحظة كلها تخالف الواقع من الألف إلى الياء. فقد عنينا بإحصاء عدد الجيوش في حروب خالد من مصادر شتى، وأثبتنا التفاوت البعيد بين الروايات المختلفة، ومن ذلك قولنا عن حرب اليمامة (ولا يعلم على التحقيق عدد الجيش الذي معه في