للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو أولى الأقلام وأقدرها على الدفاع، فلست محاولاً الدفاع عنه، ولكني أجعل الطعن فيه والبغي عليه مقياساً لما في كلام المؤلف من تثبت وتورع عن ظلم الناس والعدوان عليهم

وكان العنوان: (الحادي والعشرون) نصيبي من رد سعادة الأستاذ

وأنا أقدم قبل مجادلته فيما أدعي، أني كتبت في هذا الموضوع قبل تسع سنين حينما نشرت في مجلة الرسالة مقالاتي عن النهضة التركية الحديثة. وأني عنيت به منذ غير الترك العثمانيون كتابتهم. وحادثت فيه وجادلت في مصر والبلاد العربية وفي تركيا وأوربا قبل أن يختار الأستاذ عضواً في مجمع فؤاد الأول للغة العربية. وقد اخترت موضوع محاضرتي: (الخط العربي. مزاياه وعيوبه) قبل أن ينشر تقرير الأستاذ الذي قدمه إلى المجمع. ونحن نسجل موضوعات المحاضرات العامة أول العام الدراسي ثم نلقيها ولاء في أوقاتها. ولم يكن سعادة الأستاذ يشغلني كثيراً وأنا أكتب محاضرتي وإنما عمدت إلى البحث الصرف غير مبال بالأشخاص لاسيما سعادة الكاتب الذي لم يبتدع هذه البدعة بل تبع فيها دعاة هم أولى بأن يجادلوا فيها

ولكن المؤلف توهم نفسه إماماً في هذه الدعوة، وحسب كل مجادل فيها يعنيه لا يعني غيره، وظن أن كل مخالف عدو، وأن العدو ينبغي أن يحارب، وأن الحرب تبيع كل عدوان

ويعلم الله أني حين قرأت ما كتب الأستاذ عزمت على ألا أجادله يأساً من جدوى الجدال الذي يبتدئ على هذه الطريقة. وقلت كيف أجادل كاتبا حديد الطبع، تحمله الحدة على التسرع، وينسيه التسرع التثبت، ومن نسي التثبت كان حريا أن يسير على غير طريق إلى غير غاية، جديراً أن يقول غير سديد، ويطعن غير مقتصد، ثم أشار علي بعض الإخوان، كما أشار عليه بإجابة المعترضين (بعض المهتمين بهذه المشكلة)

وأبدأ بمجادلة الأستاذ في الخطة التي ارتضاها لنفسه، وأقول غير متردد: إنها خطة جائرة منكرة تكفل لصاحبها ألا يهتدي إلى صواب، ولا يبتعد عن ضلال، خطة تعنى بأصحاب الآراء أكثر مما تعنى بالآراء، ثم لا ينال أصحاب الآراء من هذه العناية إلا الاستهزاء والبغي والافتراء، وسواء على صاحبها أن يقارب الحق أو يباعده، وأن يصف خصمه بصفاته أو بما يناقضها

توهم الأستاذ لي صفتين أحسب أن وصفي بهما لا يكون إلا ميلا مع الهوى، وجورا مع

<<  <  ج:
ص:  >  >>