وقد علمت من ثقة في المعرة أن هذا الحجر حديث، جدد عام ١٩٠٣ بذيل آخر مكتوب بالخط الكوفي أتى عليه الزمان فجدده أهل الفضل.
وقد كان ضريح المعري في وضعه السابق على غير الاتجاه الصحيح؛ فكان منحرفا انحرافا قليلا نحو الشمال الغربي، وذلك على ما يظهر بسبب الزلازل أو انخفاض الأرض فعدل الآن إلى الاتجاه الصحيح.
أما الضريح القديم فقد كان حالة قبيحة من الإهمال ذكرها مؤرخو المعري حتى قام في عام ١٩٠٣ المرحوم نورس باشا الحراكي، وهو رئيس للمعرة في ذلك العهد، وبني عند قبره غرفة يعلوها قبة وبجوارها مصلى جعل منه مدرسة للأولاد كان يقوم بالتدريس فيها شيخ أعمى دائما كلما مات واحد قام آخر.
ولما فتح قبره منذ خمس سنوات لم ير فيه من آثاره إلا بقية ضئيلة كالرماد من فتات عظامه، وقد صب الآن فوقها الأسمنت لتكون قاعدة قوية تحت حجارة القبر الثقيلة
وقد كان في النية نحت حجارة جديدة لقبره لتقوم مقام الحجارة الأثرية القديمة وتتناسب مع شكل البناء الجديد، إلا إنه صرف النظر أخيرا عن هذا العمل بعد القيام به، وكان ذلك الأوفق والأنسب.
وكان أمر بناء الضريح تكتنفه الصعوبات لعوامل شتى منها تبدل الحكومات المتعاقبة على البلاد السورية فكأن رغبة أبي العلاء التي أبداها في ترك قبره وعدم الاحتفاظ به إذ يقول:
لا تكرموا جسدي إذا ما حل بي ... ريب المنون فلا فضيلة للجسد
أو يقول:
إن التوابيت أجداث مكررة ... فجنب القوم سجناً في التوابيت
تحققت بقوة خفية لا يمكن التغلب عليها
إلا إنه تقرر في موازنة الحكومة السورية لعام ١٩٣١ مبلغ من المال كاف لبناء الضريح ولم ينفذ المشروع، كما إنه تقرر ذلك أيضاً في موازنات الأعوام التالية - ١٩٣٢ - ١٩٣٣ - ١٩٣٧ - ١٩٣٨، وأضافوا على ذلك في عام ١٩٣٢ مشروعا جديدا هو طبع طوابع بريدية موشحة باسم أبي العلاء يعود ريعها لإنشاء الضريح فنفقت الطوابع والقبر على ما هو عليه