أكبر الظن أنها هي (الزهرة) كوكب العشق والهوى واللعب والغواية، ثم كوكب يوم الجمعة الذي نسب إليه هذا اليوم في أرصاد المشارقة منذ آلاف السنين، وقد بطلت نسبته الآن في لغات المشارقة ولم تبطل من لغات الأوربيين الذين اقتبسوا أرصادهم من الشرق قبل ظهور المسيحية بقرون، فلا يزال الفرنسيون يطلقون على يوم الجمعة اسم فندردي أي يوم الزهرة ولا يزال الإنكليز يطلقون عليه اسم فرايدي أي يوم فرايا، وهي مقابلة الزهرة عند أبناء الشمال الأقدمين
والمعروف أن المشارقة فيما بين النهرين - قد سبقوا الأوربيين إلى رصد الكواكب السيارة والثابتة، ومزجوا هذه الأرصاد بالعقائد الخرافية التي اشتمل عليها علم الفلك القديم. فزعموا أن الكواكب مستولية على الأيام والحوادث، مسيطرة على السعود والنحاس، وقالوا إن الشمس مستولية على يوم الأحد، وإن القمر مستول على يوم الاثنين، وإن المريخ مستول على يوم الثلاثاء، وإن عطارد مستول على يوم الأربعاء، وإن المشتري مستول على يوم الخميس، وإن الزهرة مستولية على يوم الجمعة، وإن زحل مستول على يوم السبت، وإن هذه الكواكب تتداول الساعات جميعاً في هذه الأيام
وقد بقيت هذه النسبة في أسماء الأيام الأوربية إلى العصر الحاضر بعد أن بطلت في مصادرها الأولى
فيوم الأحد بالإنكليزية يسمى يوم الشمس بلفظ صريح.
ويوم الاثنين يوم بغير تحريف كبير
ويوم الثلاثاء يسمى يوم اله الحرب وهو تيوا عند أمم الشمال، ونسبته في اللغة الفرنسية أصرح وأظهر لأنهم يدعونه أي يوم مارس، وهو المريخ
ويوم الأربعاء يسمى يوم أووين إله الفنون ونسبته في اللغة الفرنسية كذلك أصرح وأظهر لأنهم يدعونه أي يوم مركيوري، وهو اسم عطارد عند جميع الأوربيين
ويوم الخميس يسمى بالإنكليزية يوم ثور إله الرعد والبرق والصواعق والنيران والصناعات التي تستخدم فيها النار ويشبه في خصائصه المشتري كما يعرفه الشرقيون
ويوم الجمعة منسوب إلى الزهرة كما تقدم، ويوم السبت منسوب إلى زحل، وهو في الإنكليزية أصرح منه في الفرنسية أي يوم (ساتيرن)، ومعناه زحل في تلك اللغة