ولا شك في مرجع الزهرة خاصة إلى الأساطير المشرقية بلفظها ودلالتها
فكلمة فينس كانت تكتب باللغات الأوربية القديمة بنث ثم صحفت الباء إلى الفاء، كما يتفق كثيراً في جميع اللغات، وصحفت الثاء إلى السين فأصبحت فينس كما تنطق اليوم، ومرجعها على ما هو ظاهر إلى كلمة بنت التي تدل في العربية وغيرها من اللغات السامية على الفتاة
وكلمة (أشتار) التي أطلقت من قبل على الزهرة، ثم أطلقت على سائر النجوم مأخوذة من أستار و (عشتروت)، أي الزهرة عند الفينيقيين. ومنها الاسترلاب أو الاصطرلاب مقياس الكواكب والأفلاك
وخصائص الزهرة في أساطير الفلك المشرقية هي بعينها خصائصها التي تثبت لها حتى الآن في أساطير الغربيين، وهي الاستيلاء على العشق والهوى والجمال الغاوي والفتنة الخليعة، وفي رسائل إخوان الصفاء كما في غيرها من كتب الحكمة والفلك:(. . . من ذلك حال السعدين المشتري والزهرة. فإن أحدهما دليل على سعادة أبناء الدنيا وهي الزهرة، وذلك أنها إذا استولت على المواليد دلت لهم على نعيم الدنيا من الأكل والشرب والنكاح والميلاد، ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من السعداء فيها)
وقد بقيت للجمعة صلة بالحب والمتعة حتى اليوم بعد نسيان كلمة العروبة التي كانت تطلق عليه في الجاهلية
فمن هنا إذن جاء وصف العشق والهوى ليوم الجمعة في الجاهلية المنسية، ومن هنا انعقدت الجامعة بينه وبين العروبة التي هي المرأة اللعوب المتحببة العاصية الغوية، وكل حسناء لعوب تجمع بين هذه الصفات كما جمعت بينها الزهرة ربة الفتنة والغرام عند الكلدان والفينيقيين قبل اليونان واللاتين
ومن الحسن إذن أن يكون للجامعة العربية كوكب غير الزهرة في مطلعها الجديد أو طالعها الجديد
فإن اجدر الكواكب أن يستولي على الجامعة العربية في هذا الطالع لهو كوكب عطارد الذي تنسب إليه الآداب والفنون في أقوال الشرقيين قبل الغربيين، كما قال ابن الرومي:
ونحن معاشر الشعراء نُنمي ... إلى نسب من الكتاب دان