عن أبي العلاء، وما إحفاؤه المسألة عنه، وما إرادة أبي العلاء أن يجزيه على ذلك؟ أصحيح أن إحفاء المسألة عن أبي العلاء هو كثرة السؤال عنه؟ كلا. . . فإن لم يكن في الرواية خطأ في النقل فالمقصود هو وفرة ما كان يغمر به الرجل أبا العلاء من الهدايا، كما يظن الدكتور طه، ومن المال الكريم المعلوم كما نظن نحن. . .
ولكن ما شاعرية أبي العلاء واثر ذلك كله فيها؟
إذن ما رأينا أن أبا العلاء كان شاعراً عالما أول أمره بالشعر والعلم، فلما انطوى على نفسه في المعرة سنة ٤٠٠هـ صار عالما شاعراً. فأبو العلاء في سقط الزند غير أبي العلاء في اللزوميات. أنه في سقط الزند شاعر عالم فيلسوف، لكنه في اللزوميات فيلسوف عالم شاعر. . . ولن تكون له في اللزوميات قطع تزري بعض أبياتها بأكثر ما نعرف من شعر
والذين يقولون عن ثقافة أبي العلاء قد ذهبت بطلاوة شعره، أناس لا يعرفون أبا العلاء حق المعرفة. أنهم حريون أن يسألوا: ماذا اضطر أبا العلاء إلى هذا المركب الخشن في شعره وفي معظم ما ألف من الكتب؟ ولقد أجاب رجل أبي العلاء عن ذلك، فليرجع إليه من شاء.