المقروء والمسموع) يثنى فيه على (قيس ولبنى) ثم يوازن بينها وبين (مجنون ليلى) فيفضل الثانية على الأولى
والدكتور زكي بك من الرجال القلائل الذين أشعر لهم بالود والاحترام في هذا الزمان، والذين أثق بأخلاقهم وتلذ لي قراءتهم في آن. ولكني أعرف (مجنون ليلى) وأعرف مستواها الفني والتعبيري!
قلت في نفسي: إن كلمة هذا الرجل الفاضل في الموازنة بين الروايتين فرصة سانحة لقراءتهما جميعاً
قال الدكتور زكي:
(وجلست إلى (قيس ولبنى) أقرأه ساعتين حتى أتيت على آخره. أفتدري إلام شاقني؟ شاقني إلى صنوه (مجنون ليلى) لشوقي بك. ومددت يدي فجررته من محبسه على رف الكتب. وأخذت أقرأ لشوقي، فما أحسست أني انتقلت بعيداً. كان إحساسي إحساس من انتقل من منشستر إلى لندن. أو من ليون إلى باريس، أو من الإسكندرية إلى القاهرة. الناس هم الناس، واللسان هو اللسان، وأسلوب العيش هو أسلوب العيش، والمدنية هي المدنية، وإنما في ظرف أكبر. فعزيزي يترسم خطوات شوقي، وله من جزالة لفظه ما يعينه على أن يحاكيه فيقاربه، ويقاربه كثيراً. وهذه خير تحية (يتحي) بها شاعر في مصر أو في الشرق كله
(كان إحساسي. إلى أن بلغت إلى قول شوقي على لسان قيس. قيس ليلى. إذ بلغ وهو في سبيله إلى ليلى، جبل التوباد، ملعب صباهما ومرتع شبابهما. قال قيس ليلى:
جبل التوباد حياك الحيا ... وسقى الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى من مهده ... ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها ... وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحك عشنا زمناً ... ورعينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت ملعباً ... لشبابنا وكانت مرتعا
كم بنينا في حصاها أربعاً ... وانثنينا فمحونا الأربعا
وخططنا في نقا الرمل فلم ... تحفظ الريح ولا الرمل وعى