ومظلوم هذا (الترخيم) الذي يسرف شوقي في استعماله كلما نادى واحتاج للحذف خضوعا للضرورات النظمية!
والرُّبى تصبح (الرُّبىِ) لحركة القافية:
عارضنا الحسين في ... طريقه ليثرب
هذا سنى جبينه ... ملء الوهاد والرًّبى
وشيطان من وادي عبقر ممن يوحون بالشعر للشعراء يهبط ويهبط حتى يضع لا للناهية في موضع لا النافية لضعفه في النظم كقوله. (لا أدر. تلك ضجة)!
وكثير من مثل هذه الاضطرارات التي يعانيها المبتدئون في النظم، والتي تندر في شعر شوقي في غير الروايات، مما يدل على أنه كان يعاني، لا في تلفيق المواقف فحسب، ولكن في تذليل النظم أيضاً
وهذه عيوب تفهم حين ننظر نظرة تاريخية كما قلنا، فنسجل أن شوقي كان يطوع اللغة لفن جديد عليها فكان عمله هو عمل المبتدئ؛ وجهده هو جهد المبتدئ. وهذا كلام مفهوم. فإما حين نقيسه إلى عمل ناضج من الوجهة الفنية ومن الوجهة التعبيرية كالعمل الذي قام به عزيز أباظة في (قيس ولبنى) فإننا نشعر بالفارق العظيم بين العملين من الوجهة الفنية الصحيحة.