ولو علم أنه وهو يطوف بتيمور أقحم ثلاثة غيره في غير أبوابهم فما قامت القيامة ولا أمسك إنسان بتلابيبه لأراح نفسه
ألم يضع توفيق الحكيم صاحب مذهب في القصة، وليس لتوفيق في القصة ناقة ولا جمل، وما كان فيها صاحب مدرسة؟
ألم يهمل توفيق الحكيم نفسه حين تكلم عن الرواية المصرية في مقاله الثاني عن رواية نجيب محفوظ (كفاح طيبة)؟ هنا حيث المجال طيب للمقارنة وسلك الكتاب في طائفتهم واجب. فكلاهما ولى وجهه شطر مصر القديمة، وكلاهما أخرج عملا مصريا يشيد بمجد مصر القديمة؟
ألم يقحم أستاذنا المازني في سلك كتاب القصة، ومع ما أكنه ويكنه الكثيرون للأستاذ المازني من تقدير؛ فما جرؤ واحد منا أن يقول عنه أنه صاحب مذهب في القصة؟
ثم ألم يمسك بيد القصصي البارع يوسف جوهر ليقوده إلى حرم جي دي موباسان حيث كل شئ غريب عليه، ولو أنه أمسك بيده الأخرى تيمور لأنقذ نفسه وصاحبه من الخجل، ولوجد بين يدي موباسان عذراً لزيارته الطارئة. أنه على الأقل كان يدخل بإنسان يعرف المكان؟
ومع ذلك فما حدث كان يسيراً، أربعة أخطاء يسيرة
وضع كاتب رواية بين كتاب القصة القصيرة
ووضع كاتب مقالة ممتاز في عداد القصصيين.
وأقحم يوسف جوهر في مدرسة موباسان دون مؤهلات، ولا حتى طلب التحاق. . .
ورابعة الأخطاء - وليست الأثافي - الوقوف بتيمور أمام الباب الذي يجب أن يدخل منه، باب الواقعية، باب موباسان العظيم. الوقوف ساعات ثم الانصراف بالحيرة والتبلبل، ولا ذنب لتيمور إلا أنه وقع بين ناقد فاضل لا يجيد قراءة اللافتات (اليُفط)!
وبعد!
أيجب أن أقول إن الناقد الفاضل سيد قطب، كما اخطأ في مقاييس النقد قد أخطأ في حق التاريخ - علم التاريخ - فزلت قدمه في مقاله الثاني بدفعة لعينة من تلك العقيدة التي تسيطر عليه من أن النقد لا يكون صحيحا إلا إذا كشف عن نقائض، أو ابتكر نقائض. . .