للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ذلك ما حدث في المقال الثاني الذي كتبه عن الرواية الرائعة (كفاح طيبه) للأستاذ نجيب محفوظ. فقد سرد ما في القصة من مزايا وما لها من قدر كعمل قومي، ولون من الكتابة بتطلبه الأدب المصري، وأثنى على الكاتب، ثم! ثم تذكر عقيدته في النقد فكشف عن بعض الهنات التي انطوى عليها الكتاب، فذكر من هذه الهنات أربعة أخطاء. أخطاء تاريخية!

الأولى أن المؤلف - نجيب محفوظ - قدر مدة حكم الرعاة (الهكسوس) في مصر بمائتي عام، والراجح (عند الأستاذ سيد قطب) أنها حوالي خمسمائة عام

والثانية أن كلمة (أحمس) أولها للمؤلف أنها مشتقة من الحماسة، وهذا خطأ في رأي سيد قطب، لأن هذا الاشتقاق في اللغة العربية، وأحمس مجرد اسم مصري قديم

والثالثة: أن نجيب محفوظ ذكر اسم (بلاد النوبة)، والواقع أن النوبة هي التسمية الحديثة لهذه البلاد

والرابعة: أن المؤلف ساق خلال الحوار جملة على لسان سكنن رع الملك المصري، يستنكر فيها أن يكون للرعاة من العجلات الحربية أضعاف ما للمصريين منها. ولا يعجب هو بهذا الاستنكار، لأن الهكسوس هم الذين أدخلوا العجلات الحربية إلى مصر

والحق أن المخطئ هو الأستاذ سيد قطب!

ذلك أن ما قاله نجيب محفوظ هو الحقيقة التاريخية الثابتة

فالهكسوس لم يمكثوا في مصر أكثر من مائتي عام، بل أقل من ذلك.

وليعد الأستاذ سيد قطب إلى المرجع العربي الذي يستطيع أن يحصل عليه ويقرأه بسهولة، وهو (المجمل في تاريخ مصر) الجزء الخاص بمصر القديمة من وضع الدكتور عبد المنعم أبو بكر

وبلاد النوبة هي نفسها بلاد النوبة القديمة، كما أن كلمة (نوب) معناها القديم هو الذهب، وكان المصريون يسمونها النوبة، لأنها بلاد الذهب، ويسمعون الإله (حوريس) (حوريس نوب)، أي حوريس الذهبي.

أما بلاد بنت التي يقول عنها فهي الصومال الحالية!

وأحمس اسم بمعناه يدل على الجرأة والإقدام في اللغة المصرية القديمة.

وأما قصة العجلات الحربية فالكلام الذي ورد في الحوار على لسان الملك سكنن رع حقيقة

<<  <  ج:
ص:  >  >>