فهو يقول:(لم تكن العجلات من آلات الحرب لدي الرعاة، فكيف يكون لجيشهم أضعاف ما لجيشنا منها؟)
فالعجلات لم تكن من آلات الحرب لدى الرعاة، كانت آلتهم الحربية هي الحصان، وعندما مروا بفلسطين عرفوا العجلات واستخدموها، ونفس اشتقاق كلمة عجلة أو مركبة من الكلمة القديمة (عَجُلْتي) أو (مَركبوتْ) معناها العجلة أو المركبة عند سكان سوريا وفلسطين وهي نفس الكلمة التي أطلقها المصريون إذ ذاك. ولا يعنى ذلك أن المصريين لم يعرفوا العجلات، فقد عرفوها من قبل ورأوها قطعا في رحلاتهم وغزواتهم في عهد الدولة الوسطى والدولة القديمة، لكنهم لم يستعملوها ولم يأخذوا بها. فليس غريبا أن يستنكر الملك أن يكون لدى الهكسوس عدد كبير منها، بينما ليس يديه هو هذا القدر وهو صاحب مصر العليا، ولديه من الأيدي الصانعة أضعاف ما لدى ملك الهكسوس
هذه هي الهنات التي كشفها الأستاذ سيد قطب. إنما هي حقائق تاريخية لا تقبل الجدل. وكل ما كشف عنه الناقد هو حاجته للكثير من الاطلاع والتريث والصبر، الكثير الذي يجنبه حيرة هي أقرب شئ للجهل، ويجنبه أخطاء أن تكررت فقد تدعو الكثيرين من أمثالي ممن اعجبوا به في أبحاثه الماضية لإعادة النظر في كل ما رواه إذ ذاك على أنه حقائق
فإن لم يكن لديه الصبر فليعد إلى نقد الشعر، ولن يضيره شيئاً أن يقال أنه ناقد شعر فحسب