افعلن كل أولئك يا جنود الشر والقبح وخذن مكانكن من مجال المعركة الأبدية بين الخير والشر وبين القبح والجمال في هذه الدنيا لترى نفس ما تختاره لنفسها في تلك الآنية الموعودة التي لا يكون فيها مزيج من الخير والشر والجمال والقبح في مكان واحد. وإنما للخير والجمال وحدهما مكان، وللشر والقبح وحدهما مكان. . .
فإن كانت الدنيا مزيجا من عالم الجنة (وهو المباهج واللذات والكمالات) وعالم النار (وهو المقابح والآلام والنقائض) فإن الآخرة عالم جنة أو نار خالصة. . .
وقد شاء الله للإنسان أن يحيى حياته في الدنيا ذات الصبغة المزدوجة ليتعرف إلى العالمين ويختار أحدهما. فهو إذاً المسئول عن عذابه بعالم القبح والشر الخالص في أخراه، إذ أنه هو الذي اختاره لنفسه في دنياه. . .
ومن العدالة ووضع الشيء في موضعه ألا يدخل دار الجمال والخير إلا من مرن على الصفات الأساسية اللازمة لسكناها ومعاشرة قطانها. .
ومعاذ الجمال أن يوضع البعر في طاقات الريحان والزهر!
أجراس
في سمعي من سير الزمان أجراس رنانة تدق بالليل والنهار. . .
هي أجراس السكون والصمت اللذين يغمران العالم الأعلى. . .
لا يشغلني عنها شاغل من ضجة مطارق البشر في المصانع والمناجم، أو جلجلة مدافعهم وقوارعهم في الملاحم، أو رنين صحافهم وأقداحهم في المباهج والمناعم، أو عويلهم وصراخهم في المآتم، أو عربدات مجانهم في المباذل والمآثم. . .