للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي نراه وندركه هنا هو وسيلة إلى إدراكنا للكمال التام هناك. وما تحلم به النفس من المتاع الدائم والقدرة عليه والانتقال السريع إلى درجة الكشف عن رحاب السموات والأرض في خطرة النفس ولمحة البصر، ولقاء الأحباب بعد الموت والخلود معهم، وعدم وقوف عائق أمام إرادة النفس، وعدم استعصاء شيء على الإدراك و. . . كل أولئك هو من عالم الجنة، عالم (ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين) و (لهم فيها ما يدعون) و (لا مقطوعة ولا ممنوعة) و (عرضها كعرض السماء والأرض) و (ما اخفي لهم من قرة أعين) و (رضى الله عنهم ورضوا عنه) و (رضوان من الله أكبر)

إن الله يداول جميع المعاني الأرضية على القلب البشري كما يداول (الفنان) أنغامه على أوتار قيثارة، وفي القلب البشري أوتار للأم لابد من استعمالها لبرز نوعاً ما من الحياة لابد منه في الدنيا. وانفعال النفس نحن العوامل الدنيوية هو الذي ولد لها خواصها، وأخرج منها معانيها الكامنة

وكما تحرث الأرض بالمحاريث وتعزق بالفؤوس لتخرج كوامن العناصر تمد بها الزرع لابد من حرث النفس بعوامل النعمة والشقاء حتى تخرج كوامنها.

عبد المنعم خلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>