مجردة من الأجسام، ترى وتسمع وتحس بدون هذه الوسائط المادية؟
على أي حال إن هذا الشعور مدخل ندخل منه إلى عالم كائنات الأفق الأعلى الذي يلي أفق حياتنا. . .
الكون الجديد دائماً
أرى الكون صباح كل يوم كأنما فرغ من صنعه الصانع الأعلى في التو والساعة! ولا أجد فيه قديماً إلا ذهني الذي أحس أنه يعرض عليّ صوراً قديمة من الأيام السابقة. . .
إن الله محتف بالكون مجدد عوامل الحياة والنمو فيه!
ولو أنصفنا لصحونا من نومنا كل صباح كأننا مخلوقون في ذلك الصباح وحده. ولأهملنا ما في ذاكرتنا من ذكريات الآلام في الأيام السابقة، حتى نتجدد مع الكون
الكون أبو الهول
كلما تخيلت نفسي فرداً واحداً في غمرات الناس، وذرة ضئيلة بين هذا الكون الواسع الهائل الجبار تنظر بعينين ضئيلتين إلى دولاب الحياة الدائر والى وجه الله القيوم على ذلك الكون وما وراءه، أحسست بهول المسألة الكبرى والنبأ العظيم الذي ينبث في الكون والسر الخفي الذي خلق له. . .!
وحينئذ لا املك إلا ما تملكه الذرة الصغيرة التي تحملها ريح عاصف وتضرب بها في فجاج الأرض في سفر لا ينتهي!
روائح الجنة
الجنة في الأرض ولكنها غير دائمة، نراها في رحاب الجمال في زمان الربيع في سكرة الحب في حالة صفو النفس ورضاها عن نفسها وعن ربها، وقت أن تقول ليس في الإمكان أبدع مما كان!
ولو دامت النفس على هذه الحال لاستراح الناس إلى الدنيا باستراحتهم من أحاسيس القبح والشناعة والشقاء واعتكار البال والسخط على الحياة
ولكن الله حين لم يرد لنا الدوام في هذه الأرض، لوح لنا بالجمال والقبح، والرضا والسخط، والراحة والشقاء، وداولها على نفوسنا حتى نعلم أن الكمال ليس هنا، وأن النقص