وتخفق أرواح في الطريق فلا ألتفت، لأن الروح التي أنتظرها لن تغيب عني، وإنني لأشعر بخطواتها على أبعاد الألوف من الأميال
ما هذا الذي أراه؟
إن الروح ثقيل وقد تجسمت في عروس من عرائس البحر في دمياط، وأنا أتلقاها بقلب قبست ناره من كهرباء الوجود
- أنت؟
- أنا؟
- ومن أنت؟
- أنا العاشق الذي صبر فظفر بعد صبوة دامت أكثر من عشر سنين
- وتستحق عطفي عليك؟
- إن رأيت يا روحي أن تؤدي زكاة الجمال
ثم يدور الحديث بما يعجزني، لأن الروح تقول:
(لقد أوحينا إليك)
فما هو إيحاء تلك الروح؟
أمرتني أن أصف لحظات التلاقي ولحظات العتاب، وتلطفت فلم تأمرني بوصف وجهها الوهاج، ولو أني أطعتها لاكتفيت بكلمة واحدة، وهي أني بها أعيش، ولها أعيش، فما للحياة بدونها مذاق
غنائمي من حياتي هي التعرف إلى تلك الروح، وانتظار عطفها في أوقات الكروب، وليس في الوجود بجانب عطفها كروب
ثم صحونا فوجدتها تشكو عدوان أظفاري. كتب الله عليها أن تشقى إلى الأبد بعدوان أظفاري! إن كنت جرحت جسمها فقد جرحت قلبي. . . والجروح قصاص
أنا صحوت؟ هو ذلك، وما الذي يمنع من أن أخادع نفسي؟
قضيت اليوم التالي وأنا لا أصدق أن ما وعته الذاكرة من وقائع الليلة التي مضت كان وقع بالفعل، فما تسمح الدنيا الغادرة بمثل ذلك النعيم، إلا أن يكون حلماً من الأحلام
وأستنجد بالهتاف لأسمع (ألو)، ولأعرف أن ما وقع حقيقة لا خيال، فيكون الجواب