بالإثبات مصحوباً بالاستغراب من شطحات صوفية وأنها تلك الروح بوادر جنون
وآخذ بتلابيب الفرصة فأدعو إلى لقاءه ثانية لأقيم البرهان على أني عاقل لا مجنون
اللقاءة الثانية بالنهار لا بالليل، وبالصحراء لا بالبيت، ثم يدور الحديث:
- أنت مصر على أن الوجود ليس فيه فضاء؟
- نعم
- وما دليلك؟
- الدليل حاضر، وهو أن ما نراه فضاء هو في الواقع مسكون بالأربطة الكهربائية التي يتماسك بها الوجود، وهو باعتراف الجميع مسكون بالهواء، فهو ليس بفضاء
- سلمت إلى أن أجد ما ينقض رأيك، ولكن الذي لن أسلم به أبداً هو إصرارك على أن كل موجود فيه حياة حتى الجماد
- الجماد كلمة اصطلاحية فقط، ولكنه في الحقيقة يحيا، كما يحيا الحيوان والنبات، وأنا سأجد الشواهد من الحجارة المنثورة في الصحراء. . . انظري هذه زلطة في حجم ثمرة الدوم وشكل ثمرة الدوم
- أتظن أنها دومة تحجرت؟
- هو ذلك بالفعل. . . ثم انظري فهذه زلطة في حجم الخيارة وشكل الخيارة
- هي أيضاً خيارة تحجرت؟
- نعم
- ولماذا لا تتحجر جميع الثمار؟
- لأنها ليست جميعاً في قابلية متساوية ولا فاعلية متساوية
- والنتيجة؟
- النتيجة أن الجماد الذي يتحول من وضع إلى وضع لا يتم له التحول بدون حيوية، وقد جهل أبو العلاء حين قال:
والذي حارت البرية فيه ... حيوانٌ مستخرجٌ من جماد
- وما رأيك في الآية الكريمة (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي)
- القرآن يعرض الظواهر التي تعارف عليها الناس لتكون الحجة على القدرة الإلهية أقوى