وفي القصيدة نظرات فلسفية في الحياة والمصير الذي تنتهي إليه
وليس ما يؤخذ على الشاعر الشاب سوى وقوعه أحياناً في (سناد الردف) وهذا من عيوب القوافي، فنراه يردف في القافية بحرف الألف حيث يدع الردف في القافية التي سبقت أو تلت كقوله في قصيدة (عيد في عيد) إذ يشير إلى مولد النبي صلعم:
مولد كالشمس في إشراقها ... ضوَّأ الدنيا بأنوار اليقين
مالت الشمس له عن شرقها ... ثم حيته بإحناء الجبين
وكذلك في قصيدة (زورق الأحلام) حيث يردف بحرف الياء في قافية (الطير) بينما تخلو قوافي القطعة كلها من الردف مثل النهر والعطر
هذه هنات ما كنت أحب أن آتي عليها لولا إيثاري للشاعر ورغبتي الخالصة في أن يتجنبها في المقبل من شعره، وما عدا ذلك فالديوان يفيض بالشاعرية والجرس الموسيقي الذي يشمل كلماته المنتقاة التي تدل على ذوق جميل وطبع أصيل
وتتصدر الديوان أبيات للشاعر أحمد رامي صديق شاعرنا، فبين الشاعرين تألف روحي مصدره ذلك الشبه بين روحيهما الهائمين في سماء الحب والجمال. والديوان رشيق الطبع أنيقه، مزين بصور طبيعية لبلادنا الحبيبة الفاتنة، وهذه الصور تكمل في نفس القارئ شعوره بالجمال، وقد طبعته شركة فن الطباعة في القاهرة ونشره محمد أحمد حجازي