اختلف الأستاذان سيد قطب وصلاح ذهني في تحديد مدة حكم الهكسوس لمصر. فهذه المدة في رأي الأستاذ ذهني مائتا عام أو أقل مستنداً في ذلك إلى الفصل الذي كتبه الدكتور أبو بكر في كتاب (المجمل في تاريخ مصر العام)، وهي في رأي الأستاذ سيد قطب خمسمائة عام مستنداً إلى جوستاف لوبون في كتاب (الحضارة المصرية القديمة)، وهذا فارق كبير في التقدير يحتاج إلى كثير من التحقيق
يقرر الدكتور أبو بكر أن الهكسوس دخلوا مصر عام ١٧١٠ ق. م. وطردوا منها نهائياً عام ١٥٨٠ ق. م. فتكون مدة حكمهم قرناً ونصف قرن ويقدر الأستاذ برستد في كتاب (تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي) المدة بين حكم الأسرة الثالثة عشرة (وهي التي بعد انحلالها أغار الهكسوس على مصر)، وبين نهاية حكم الأسرة السابعة عشرة بمائتين وثمانية أعوام (١٧٨٨ - ١٥٨٠ق. م) بما في ذلك مدة حكم الهكسوس، ويؤكد أن مدة حكمهم لم تزد على مائة عام، ويجعل المسيو دريتون في كتابه: , , مدة حكمهم بمائة وخمسين عاما (١٧٣٠ - ١٥٨٠ق. م)
أما الذين قالوا ببقاء الهكسوس بمصر خمسة قرون. فلا أذكر منهم غير المؤرخ اليهودي جوسيفوس الذي زعم أنه نقل عن ماتينون أنهم استمروا يحكمون مصر ٥١١ عاماً. ولكن برستد يقرر أنه لم يوجد على الآثار ما يؤيد كلام ماتينون، كما يقرر الدكتور أبو بكر مبالغته مدة حكم الهكسوس
ويرجح الأستاذ دريتون حدوث المحاولات التي انتهت بطرد الهكسوس بين (١٦٨٠ - ١٥٨٠ق. م)، ويورد قائمة بأحد عشر ملكاً سماهم ملوك الأسرة السابعة عشر حدثت في أيامهم تلك المحاولات، فتكون مدة هذا النضال مائة عام وليست مائتين أو مائة وخمسين كما يحاول الأستاذ قطب تأويل كلام الأستاذ ذهني
هذا ونأمل أن يتقدم أحد المشتغلين بتاريخ مصر القديم والمهتمين بعصر الهكسوس بصفة خاصة، وأقصد به الأستاذ الدكتور باهور ليعرض عصر الهكسوس عرضاً سليماً صحيحاً