للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهلها، ولم يبن على أساس من رضائهم وإرادتهم

وقد وضعت مشروعات عديدة في أزمان مختلفة لتحقيق العدل الدولي وإقرار السلام ومنع الحرب. ولكن الأمم والدول عاشت حتى الآن في تحاسد وحرص على سيادتها، وعلى حق في دفاعها عن شرفها؛ وآثرت أخطار الحرب - ولو فظعت بأسلحتها الحديثة، في سبيل الأطماع والشهوات - على سلام يحفظه مجلس مشترك بيده قوة متفوقة. ذلك بأن الاتحاد الذي يعتمد مجلسه على مثل هذه القوة قد ينقلب إمبراطورية يسود فيها الأقوى، كما شهد التاريخ

أما وقد مضى خمسة وعشرون قرناً عانت الإنسانية فيها من الحروب بلايا فادحة أفظعها ما ترى من فتك هذه الأسلحة الشيطانية التي تمحق البشر وتمحو المدن؛ أما وقد وعد الحلفاء بسلام دائم ورخاء عام، فالمأمول أن يفلحوا هذه المرة. والذي يؤكد للأملين أن الحلفاء صادقون في وعودهم قادرون على الوفاء بها هو ما يذاع من أقوالهم وبنشر من كتاباتهم ويجيء ذكره في الأخبار من أعمالهم، مثل (مشروع تأمين سلامة العالم) المقترح من مؤتمرهم في دومبرتون أوكس بأمريكا، وملخصه:

١ - إنشاء عصبة أمم جديدة تسمى (الأمم المتحدة) - على أن يكون للعصبة أربع هيئات هي (مجلس الأمن)، الذي تكون له القيادة الفعلية لقوات العالم المسلحة؛ (والجمعية العمومية)، التي ينضوي تحت لوائها جميع الأعضاء - يعني جميع الأمم المحبة للسلام؛ و (محكمة العدل الدولية)، وأخيراً (السكرتارية)، ويجب أن يكون السكرتير العام رئيساً إدارياً من حقه أن يوجه نظر مجلس الأمن إلى ما يبدو أنه يهدد السلام العالمي

٢ - أن يكون للدول الأربع الكبرى: أمريكا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي والصين، ثم فرنسا فيما بعد، مقاعد دائمة في مجلس الأمن؛ وأن تشكل الجمعية العمومية من جميع أعضاء هذه الهيئة الدولية، ويكون لها أن تنتخب الأعضاء غير الدائمين في المجلس

٣ - تشكيل (لجنة عسكرية) مهمتها إسداء النصيحة إلى مجلس الأمن فيما يتصل بجميع الحاجات العسكرية لحفظ السلام، وبقواعد التسلح، أو نزع السلاح إذا لزم الأمر؛ وأعضاء هذه اللجنة هم رؤساء قيادة الولايات المتحدة وقيادات بريطانيا والاتحاد السوفيتي وفرنسا والصين، أو ممثلوهم؛ وعلى جميع أعضاء هذا النظام أن يضعوا تحت تصرف مجلس

<<  <  ج:
ص:  >  >>