فأما تشجيعه أو هجومه فما أحسب أن ساذجا يعني برأي ناقد في موضوعات مبلغ علمه بها ما قدمت.
إنما الذي أثارني أن سيد قطب له عادة غير عاداته التي قصها على قراء الرسالة في العدد الماضي وهي أن لا يقرأ كتاباً ولا يكتب عن كتاب إلا إذا استهداه. ولقد جاءني يوما يطلب أن استهدي له تيمور مؤلفاته لأنه يريد دراستها ففعلت، وكان أبسط واجب للياقة أن أصحح للناقد أخطاءه في دراسة صديقي تيمور، وليلحظ أني أقول صديقي. فإني حريص على أن يفهم أن الصلة بين الكتاب قد تكون صداقة أحياناً، ولا تكون دائماً صلة الأصل بالظل والتابع بالمتبوع.
وما أنكر أني أفدت من قراءة تيمور كما أفدت من قراءة غيره من الكتاب. لكن الذي أنكره دائماً أن يكون كل الكتاب ظلالاً. . . ذلك ما أنكره ولا احبه. ولا أملك مثلا غير سيد قطب نفسه أضعه أمام القراء ليروا فيه نموذجا للظلال. فقد قضى عشرين عاما لم يعد خلالها أن يكون ظلاً في ساعة الظهيرة للكاتب الكبير عباس محمود العقاد. . . وما كان في ذلك ضير لو أنه كان ظلا مستقيما. . .
وليحكم القراء أخيراً بين من يترفق بالجاهل فيصفه بعدم العلم ويدعوه في رفق إلى التثبت والتبصر، وبين من يخطئ ويعترف ويتهم من يصوب خطأه بالتبجح العريض!!