للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متحزباً (بحق!) للمتنبي، مع سلخ المتنبي كثيراً من معاني أبي تمام. ثم أنه فضل المتنبي على البحتري في وصفهما الأسد في قصيدتين متشابهتين تواردا على كثير من معانيهما، ولعل هذا التوارد هو الضرب الثاني عشر من السلخ الذي لم يشر إليه ابن الأثير

ثم يعرف ابن الأثير المسخ فيذكر أنه (قلب الصورة الحسنة إلى صورة قبيحة. . . والعكس) على أنه هذا العكس ليس في رأينا مسخاً، بل هو خلق وابتداع وتجميل يقتضيه الذوق الدقيق الصناع

قال أبو تمام:

فتى لا يرى أن الفريصة مقتل ... ولكن يرى أن العيوب مقاتل

مسخ صورته المتنبي فقال:

يرى أن ما بان منك لضاربٍ ... بأقتل مما بان منك لعائب

والمسخ هنا هو في تجاور ما وما المختلفتين معنى

وحسبنا الآن هذا القدر مما لخصناه من ابن الأثير، وهو تلخيص نضعه بين يدي القارئ العجل، ليكون نوراً يكشف له جوانب الظلام وجوانب العبقرية، فيما سنقدمه له من سرقات أبي تمام التي أحصاها عليه الآمدي. ولو أن ابن الأثير تولى عنا الفصل بين أبي تمام وخصومه، لأمدنا بذخيرة لا تنفذ، ويد لا تجحد. . . رحم الله نقادنا الأفذاذ وجزاهم عنا خيراً

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>