للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ونسبه الناشر إلى أبي الأسود):

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

خصصه أبو تمام فقال:

أألوم من بخلت يداه وأغتدى ... للبخل تربا؟ ساء ذاك صنيعاً

وقال أبو تمام:

ولو حادت شُولٌ عذرت لقاحها ... ولكن مُنِعتُ الدَّرَّ والضَّرع حافل

عممه المتنبي فقال:

وما يؤلم الحرمان من كف حارم ... كما يؤلم الحرمان من كف رازق

- والعاشر زيادة البيان مع المساواة في المعنى، أو ضرب مثال يوضح المعنى المسلوخ: كقول أبي تمام

قد قلصت شفتاه من حفيظته ... فَخِيل من شدة التعبيس مبتسما

توسع فيه المتبني فقال:

وجاهل مده في جهله ضحكي ... حتى أتته يد فراسة وقم

إذا رأيت نيوب الليث بارزةً ... فلا تظنن أن الليث يبتسم

وهذا عند ابن الأثير من المبتدع لا من المسروق!

- والحادي عشر هو اتحاد الطريق واختلاف المقصد. . . وذلك أن يسلك الشاعر طريقاً واحدة تنتهي بهما عند جنتين مختلفتين! ثم تتجلى فيهما عبقرية كل منهما. . . وقد ضرب ابن الأثير لذلك مثلاً قصيدة لأبي تمام في الرثاء بولدين وقصيدة للمتنبي في الرثاء يولد. ومطلع قصيدة أبي تمام:

ما زالت الأيام تخبر سائلا ... أن سوف تفجع مسهلاً أو عاقلا

وهي موجهة إلى عبد الله بن طاهر. ومطلع قصيدة المتنبي:

بنا منك فوق الرمل ما بك في الرمل ... وهذا الذي يضني كذاك الذي يُبلى

وهي في رثاء أبي الهيجاء بن سيف الدولة وقد توفي صغيراً، ثم أقام بينهما موازنة يشوهها التلخيص، فيحسن الرجوع إلى المثل السائر ليشهد القارئ مثلا من أمثلة العبقرية العربية في النقد الأدبي الدقيق (جـ٢ ص٣٩١ وما بعدها)، وإن ظهر فيها ابن الأثير

<<  <  ج:
ص:  >  >>